من قصص الواقع ” قصة نجود”

الفصل الرابع عشر

✍️د. فايل المطاعني :

احتار الوالد عبدالله فيما سمعه من سالم في مكالمته ،ومما رآه في الحوار معه فقال, : هل معقول ذلك الشاب اللطيف في حواره القصير معي ،هو هذا الشاب المتعجرف، ونهض من الكرسي وأخذ يذرع الصالة ذهابا وإيابا في استغراب!
لمحت زوجته تلك الحيرة في عينيه، فقالت له
زينب: ماذا حل بك يا زوجي ،العزيز وكأنك غير راضي عن تلك المقابلة ؟
التفت اليها عبدالله قائلا :فعلا ،انا غير راضي تمام ،عن ذلك الشاب، لم تعجبني طريقة جلوسه ،امامي واضعا رجله فوق بعضها وكأنني موظف لديه ،وصمت فجأة ثم أضاف :لدي من العمر ما يجعلني اعرف الردئ من الجيد ،وهنا قاطعته زوجته قائلة : ولكنه من عائلة معروفة ومشهورة .
ضحك عبدالله وهو يشير إلى عبارة  كتبها  في حالته في تطبيق الواتساب  تقول : ‏النقاش مع شخص واعي متعة وراحة عظيمة، حتى وإن خالفك الرأي يفتح لك آفاقًا جديدة. ولكن الحديث مع شخص متخلف وان كان من عائلة معروفة يذهب بك الى الطبيب باكرا .
صمتت والدة نجود فلم تعرف بماذا تجيب ،ولكن عبدالله بدد ذلك الصمت بقوله : الرأي الاول، والاخير، بيد ابنتك وليس، بايدينا نحن ، هي من سوف تعيش معه أليس كذلك ، أجابت زينب :نعم ،هو كذلك ، وهنا تذكر عبدالله أمر فقال :اين نجود من البارحة لم اراها ، ام هو خجل الفتيات عندما يأتي؛ خاطب يطرق بابهم يختفوا  عن الأنظار !
ضحكت زينب ثم قالت : لا، ليس كذلك  لقد مرت صديقتها عبير بوعكة صحية وهما الان في بيت منى ، وقد تحدثت معها ،قبل قليل ،فقالت ،انها سوف تبقي يوم اخر ،تعلم أن غدا الجمعة وسوف تأتي يوم السبت .
نظر اليها عبدالله وقبل أن يغادر الصالة باتجاه غرفته قال : لا اعلم ولكن قلبي ليس مطمئن لسير الأحداث ولكن لا عليك وانشد قائلا : هيَ الدنيا تبيعُ بنا وتشريْ
‏ ونحنُ ندورُ ما دارتْ رحاها!

‏نبيتُ نسومها ذمًّا وشتمًا
‏ وعندّ الصّبحِ نستجديْ رضاها!
وذهب إلى غرفته .
أما بطلة قصتنا نجود ،فهي لا تعلم بأمر سالم شيئا ، فلقد كانت في عالم اخر ،الا وهو عالم علي وعائلته ،لم تشا أن تغادر مجلس العزاء ،وحضن والدة علي ،حتى أن النساء الحاضرات استنكرن هذا الفعل من فتاة جاءت للعزاء ولا تمت لعائلة المرحوم بصلة رحم ،وتحركت الغيرة عند شيماء ابنة خالة علي ،واخبرها عقلها بأن هناك امر ما ،وليس فقط مجرد مواساة وعزاء ،ونظرت إلى نجود بتمعن ،فتاة في الخامسة والعشرون من العمر ،ملامحها أجنبية ،تاتي العزاء وتدعي أنها زميلة علي ومن ثم تحضن خالتي ولا تريد أن تتركها ،فقالت جازمة ،لابد أن الأمر فيه شيء ،لابد .
ولاحظت منى ،نظرت شيماء إلى نجود ، فقالت للنجود همسا: يجدر بنا أن نغادر ،بدا الليل يعلن قدومه ،ونحن فتيات وهذه البلدة ،اول مرة ندخلها، ومن ثم زوجي يتصل علي ،و نظرت إليها نجود بصمت ، ومن ثم قالت : معك حق ، هيا لنذهب ،لقد اكتفيت اليوم ولي لقاء اخر أن شاء الله. وعند باب الخروج ،قللت لهم شيماء : شكرا لكم على التعازي ،ثم قالت بخبث اه صح نسيت أن اعرف بنفسي ،انا زوجة علي بالإضافة إلى كوني ابنة خالته …. من المفاجأة لم تتمالك منى نفسها فشهقت شقة خفيفة وكذلك فعلت عبير .ولكن نجود حافظت على رابط جأشها،ثم قامت بتقبيل خد شيماء وقالت لها . نجود :عظم الله اجركم في زوجك المهندس علي …وخرجت …يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى