تلاشي القبيله
✍️مسفر محمد السعدي – الرياض :
من يرى الهجره المستمره الى المدن من القرى و بعدد منزايد كل عام ، و نزوح الكثير من وطنه الام و استقراره في المدينة يوقن بأن كثيرا من القرى و الاحياء سوف تتلاشى مع الوقت .
و هذا له ما عليه ففيه السلبيات اكثر من الايجابيات و لقد ذكر ذلك ابن خلدون ويستهل هذا البحث بقوله: «اعلم أن المدن قرار تتخذه الأمم عند حصول الغاية المطلوبة من الترف ودواعيه، فتؤْثِر الدَّعَة والسكون، وتتوجَّه إلى اتخاذ المنازل للقرار. ولمَّا كان ذلك القرار والمأوى، وجب أن يراعى فيه دفع المضار بالحماية من طوارقها، وجلب المنافع وتسهيل المرافق لها» (ص٣٤٧).
اولاً الايجابيات :
-مواكبة العصر حيث ان كل جديد يبدأ في المدن قبل القرى
-الاستفادة من الخدمات المقدمة في المدن من كهرباء و ماء و صرف صحي اكرمكم الله و تصريف سيول و توفر الشبكة العنكبويتة و الخدمات اللوجستية
-التعليم توفر المدارس الحكومية و الخاصة و توفر المعاهد الحكومية و الخاصة و الكليات العسكرية و المدنية و الجامعات بجميع تخصصات علوم الحياة في المدن اكثر من القرى و المدن ذات نسيج من قبيلة او قبيلتين .
-الرعاية الصحية و هي توفر المستوصفات الحكومية و الخاصة و المستشفيات الحكومية و الخاصة و العيادات المتخصصة في كثير من الامراض .
-الاستثمار توفر فرص استثمارية عالية في المدن في جميع المجالات سواء عقار او اسهم او غيرها .
-التجارة توفر فرص تجارية ضخمه في المدن لكثرة السكان و لكثرة الاستهلاك للمواد الغذائية و الاحتياجات الاخرى .
-الوظيفة هنالك مجالات عدة للعمل و لحصول على وظيفة في القطاع الحكومي او الخاص في المدن اكثر من القرى
-الترفية توفر وسائل الترفية بكثرة في المدن كالملاعب و الاسواق الضخمة و الملاهي و المهرجانات و السينما في المدن .
-الابتعاد عن الانتقادات و الارتباطات التي يلتزم بها صاحب القرية او القبيلة مع ذويه
ثانياً السلبيات : البعد عن الاقارب و عن الحياة الريفية الطبيعية الصحية الجميلة ،الانصهار في المجتمع المدني و التنصل من المسئولية و اللهجة و الزي و العادات و التقاليد و غالباً اكتساب ثقافات و سلوك سلبي للنشئ في المدن اكثر من القرى . قلة الزيارات بين الاقارب و صلة الرحم و حضور المناسبات في المدن اكثر من القرى
لذلك من يرحل من القريه الى المدينة نادراً ما يعود للقرية و من تعود على حياة المدن فأنه لا يبقى في القرية الا مضطراً . و ذكر لي احد المعلمين انهم في مدرسة في قرية جنوب مدينة تثليث مجمع ثانوي و متوسط و ابندائي وصل عدد طلابها الى ١٠٠٠ طالب و بعد ٢٠ عام من الهجره غالباً الى مدينة الرياض وصل عدد الطلاب في المجمع الى ١٢٠ طالب فقط . حيث نقل اغلب اهالي القرية بما فيهم نائب القبيلة الى مدينة الرياض .
و حتى في مدينة الرياض كنت ادرس في متوسطة سعيد بن المسيب و كان عدد طلابها يتجاوز ٧٠٠ طالب و بعد ٢٣ سنه نقلت الى حي لبن لوجود مدارس مستحدثة اصبح عدد طلاب متوسطة سعيد بن المسيب لا يتجاوز ٣٠٠ طالب مع انه في حي من احياء الرياض و لكن لان النشئ انتقل الى حي جديد .
و لذلك حسب بعض الدراسات فأن مسمى القبيلة سوف سيقى فقط في بطاقة الاحوال و ستجد عدة اشخاص من جنوب و شمال و شرق و غرب المملكة و من قبائل مختلفة يتكلمون بنفس اللهجة و يرتدون نفس الزي و يتناولون نفس الطعام و تكون علاقتهم جيده جدا لانهم من حي واحد اكثر من علاقتهم بأفراد قبيلتهم الخاصة .