عالم أرواح شاكر العقيد غموض المنزل رقم (101)

الفصل الثالث شارع ( 23)

✍️سمير الشحيمي :

بالصباح أمام المنزل (101) تقف شاحنة محملة بلأثاث والعمال ينزلون قطع الأثاث إلى داخل المنزل وأيوب وزوجته رافيدة يشرفان على وضع الأثاث كل قطعه بمكانها.
أيوب : أشعر بسعادة غامرة.
رافيدة: وأنا كذلك يتبقى فقط أن يحضر موظف الديكور الداخلي لتركيب قطع الثريا والكريستال وبعض اللمسات.
أيوب : لقد خابرته هاتفياً قال سيأتي عصر هذا اليوم.
تلتفت رافيدة إلى الخلف لتلقي نظره على حديقة المنزل الخظراء فتقع عينها على المنزل المقابل لمنزلهما كان يقف رجل وإمرأة كبيران بالسن وهما ينظران إليهما رفعت رافيدة يدها لتلقي التحية عليهما ولكن لم يبادلاها التحية فقالت مستنكره: ماذا بهما عابسان هكذا؟
صوت يأتي من طرف الحديقة : أرجوا المعذرة أنهما كبيران بالسن ولا يحبان الازعاج كثيراً.
ينظر أيوب ورافيدة بتجاه الشخص المتحدث كانت إمرأة بالعمر الخمسين فقال أيوب: أهلا وسهلاً من أنتي؟
المرأة : عذراً أنا جارتكم ابتهال.
رافيدة : أهلا سيدة ابتهال كيف حالك؟
ابتهال : لا داعي لكلمة سيدة ، بخير مبروك على المنزل الجديد.
رافيدة : الله يبارك فيك.
ابتهال : أنا منزلي بجوار منزل حسن وحكيمة اللذان تنظران إليهما.
أيوب : أسمائهم حسن وحكيمة وانتي ابتهال تشرفنا.
ابتهال : نعم لكن هما طيبان القلب مع الوقت ستعرفهما عندما تعاشرهما.
صوت ينادي : ابتهال ابتهال أين أنتي ابتهال .
رافيدة : من هذا؟
ابتهال برتباك : إنه أخي الأصغر يدعى مرزوق.
دخل مرزوق إلى باحة حديقة المنزل كان رجل أصلع الرأس ضخم الجثه بلأربعين من العمر.
ابتهال : إن أخي من ذوي الاحتياجات الخاصة عقليته خفيفه نوعاً ما ولكن مسالم.
مرزوق: ابتهال أين الكرة أين هيه؟
ابتهال : تعال معي أنها بالمنزل دعنا نذهب أنا استأذن.
رافيدة : شكراً لك على الترحيب والزيارة.
غادرت ابتهال مع مرزوق ثم أتى سائق الشاحنه : سيد أيوب لقد انتهينا من نقل الأثاث إلى الداخل هل لك أن توقع لي رجاءا.
أيوب يوقع على ورقة الاستلام ثم غادرت الشاحنه وينظر إلى ساعته : يا اللهي لقد تأخرت علي الذهاب إلى الجامعة.
رافيدة : بحفظ الرحمن قد بحذر.
أيوب : بندر أنت رجل المنزل أعتني بأختك وأمك جيداً.
بندر: حسنا يا أبي.
ديالا وهيه تضحك : بندر يخاف من ظله لكي يعتني بنا.
بندر بغضب : أصمتي أنا لا أخاف.
ديالا : يا جبان.
يركض بندر خلفها وديالا تجري بالحديقة.
يغادر أيوب المنزل ورافيدة تمسك بالقطة وتدخل إلى المنزل.

الجامعه
شاكر العقيد في مكتب عميد الجامعة يدخل العامل عليهما وبيده صينية بها كوبان من الشاي.
العميد : أستاذ شاكر الطلاب متحمسين جداً لمادة علم النفس والغياب عن محاضراتك لا تكاد تذكر.
شاكر : هذا فضل من الله بالرغم أنني لا أتعامل معهم برقي كما تعلم إنني انسان متهور وأرمي المعلومات من فمي دون تفكير.
يضحك العميد : أعلم أعلم هذا مايميزك أستاذ شاكر الطلاب معجبين بشخصيتك لكن بعض الأساتذة لا يوافقون على الأسلوب الذي تتبعه لابد أن يكون في فاصل بين الطالب والماستر.
شاكر : من تواضع لله رفعه.
العميد : صدقت القول.
صوت طرق على الباب يأذن العميد له بدخول يفتح الباب ويدخل أيوب ويلقي التحية ويصافح عميد الجامعة ثم صافح شاكر ، عندما تلامست يدي أيوب وشاكر أنتقلت روح وعقل شاكر إلى شارع (23) حيث المنزل(101) والسماء ملبدة بالغيوم السوداء يطل من نافذة سقيفة المنزل شخص وعينه حمراء صوت نباح كلب خلف شاكر استعاد شاكر وعيه وكان مازال يمسك بيد أيوب بقوة وقال له أيوب: يبدوا وإننا في تحدي بمصافحة اليد القوية أين ذهبت أستاذي الفاضل؟
يسحب شاكر يده ثم ابتسم : عذراً سرحت قليلاً.
العميد : تفضلوا بالجلوس.
أيوب : أنا أستاذ أيوب قادم من كلية نصر أعتقد بإن الأستاذ عبد الله تواصل معك.
العميد: أنت الأستاذ أيوب تخصص تقنية معلومات.
أيوب: نعم لقد انتقلت حديثاً إلى العاصمة أنا وعائلتي.
العميد : أهلا وسهلاً بك بيننا أتمنى أن تحلوا لك الإقامة معنا أستاذ أيوب.
أيوب : إن العاصمة جميله جداً وكان أبنائي يحلمون بلإنتقال إلى العاصمة وتحقق لهم ذلك.
العميد : حسنا إذا سوف يرافقك الأستاذ شاكر العقيد ويدلك إلى مكتبك ومن ثم في جولة على حرم الجامعة من بعد إذنك طبعاً أستاذ شاكر.
شاكر : لا مانع لدي أيها العميد ، أستاذ أيوب تفضل معي.
ينهضان ويخرجان ويمشيان داخل حرم الجامعة والأستاذ أيوب يسأل: أستاذ شاكر ماهو تخصصك؟
شاكر : تخصص علم نفس.
أيوب : جميل جداً كذلك زوجتي متخصصه علم نفس ولكن من بعد أن تزوجنا تفرغت للمنزل وتربية أبنائنا.
شاكر : أنا لست عدو للمرأة وحقوقها في العمل وغيره ولكن مكان المرأة الطبيعي داخل أروقة المنزل وتربية الأبناء.
أيوب يبتسم : إذا سمعتك زوجتي سوف تكون عدوها اللدود وأنك عدو للمرأة.
شاكر : أغلب النساء يكرهنني لأنني انتقد بإستمرار بكتبي التي اطبعها.
أيوب يقف : لحضه لحضه سمعت العميد يقول بإنك الأستاذ شاكر العقيد لابد وأنك الكاتب المعروف شاكر العقيد يا إللهي لماذا لم أنتبه لتشابه الأسماء.
شاكر : لا بأس أنا لا أحب أن أكون محط إهتمام أحد.
أيوب: هل صحيح بإنك تمتلك موهبة التحدث مع الأرواح التائهة!؟
شاكر : إنها ليست موهبة بل لعنة حلت علي.
أيوب: يا اللهي مازلت لا أصدق بإنك الكاتب شاكر العقيد أن زوجتي مهتمه بقراءة كتبك وفلسفتك.
شاكر : لا أعلم ماذا اقول هل هو من حسن حظي أو من سوء حظها.
أيوب يضحك: كما يقال عنك بإنك كثير السخريه.
شاكر : هذا ما أنا عليه لقد وصلنا هذا هو مكتبك سندخل ونطلب الشاي ومن بعدها سنكمل جولتنا في حرم الجامعة.
أيوب : حسنا ولعلمك إنني لا أؤمن بالأشباح والأرواح.
شاكر يفتح باب المكتب: مع الوقت ستأمن.

المنزل (101)
أيوب ورافيدة في غرفة نومهما وفي السرير يستعدان لنوم.
رافيدة : إذا إللتقيت بالكاتب الشهير شاكر العقيد.
أيوب: هل تصدقي ذلك كانت لحضه رائعه.
رافيدة : كيف يبدوا لقد كان زميلي بأيام الدراسه في الجامعة.
أيوب: لقد أخبرته بذلك لكن لم أخبره بإسمك عندما أجد الفرصه المناسبه سأدعوه للمنزل.
رافيدة : لقد كان بأيام الجامعه نلقبه (بالصامت) لإنه كان قليل الكلام.
أيوب : غداً سيكون يوماً حافلاً بالعمل والنشاط لي وللأولاد.
رافيدة : إلا أنا سأبقى وحيده في هذا المنزل حتى تعودوا من مدارسكم.
أيوب يمسك بيدها بحنان : أظن حان الوقت ليكون معنا طفل صغير نعتني به ويسليك ويكون أبن وأخ رائع لإخوته.
رافيدة : لقد كنت أفكر بهذا الأمر منذ فترة لكن ترددت أن أفاتحك بلأمر.
أيوب : أنا طوع أمرك يا أميرتي.
وعم المكان الهدوء.
وفي الطابق الأرضي للمنزل يمر شبح على غرفة المعيشة والمطبخ التحضيري ويختفي في مخزن المطبخ الرئيسي.

يتبع…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى