سكة سفر

قصة قصيرة

✍️ سعاد حسني :

فى إحدى الليالي المقمرة والسماء بدرا، كنت واقفة فى شرفتي، وسرحت بخيالي بعيدا بعضا من الوقت. وإذا بي راكبة قطار يسير ببطئ ويتهادى مثله مثل السحاب فى السماء. وأثناء سير القطار وسط طريق زراعي، وعلى جانبيه الخضرة يمينا ويسارا، وجدت قطيعا من الحيوانات ( الجاموس، البقر، حمار) وهى فى عودتها إلى منزلها. ويحاوطها على الأرض سربا من ( البط، والأوز) وسربا أخر فى السماء من ( الحمام). والكل منسجم فى مجموعته فرحا بعودته. وهناك فلاح بسيط ورائهم راكب على الحمار، يحمل فأسا، ويظهر على وجهه أثر التعب، والعناء أثناء النهار، وملبسه يكسوه تراب الغيط. وبعد لحظات والقطار يسير فى طريقه، استوقفني مشهد جميل، يحبه جميع المصريين – على اختلاف طبقاتهم وعاداتهم _، هو عروس وسط الطريق تزف. وورائها كم هائل من الحناطير مملَءة بالأهل والأحباب، والكل يعبر عن فرحته، وبطريقته الخاصة، حتى الخيول ترقص على أنغام المزمار البلدي الجميل. ليس هذا فحسب بل رأيت النجوم تلمع وتتلألأ فى السماء؛ وكأنها تريد أن تشارك العروس فرحتها. وفجأة لمحت طفلا رضيع فى القطار يبتسم لأمه كلما داعبته ويبادلها الحب والعطف والنظرات الجميلة. تتحدث إليه، وكأنه يفهم حديثها، ويرد عليها بدون كلام.

انتظروني العدد القادم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى