مبادرة نون للكتاب تتأمل فاطمة حتى التعب للقاص هاني الهندي
متابعة / لطيفة محمد حسيب القاضي
عقدت “مبادرة نون للكتاب” جلستها الحادية والعشرين في مكتبة عبد الحميد شومان، جبل عمّان، وذلك مساء أمس السبت الموافق (٣١ أغسطس/ آب ٢٠٢٤) حيث تم مناقشة المجموعة القصصية “فاطمة حتى التعب” للكاتب هاني علي الهندي. قدمت السيدة نسرين عبدالله المشاركين الرئيسيين ونبذة عن الكتاب. كما عرضت الناقدة الدكتوره إيمان عبد الهادي قراءة نقدية للمجموعة القصصية. أدار المناقشة الناقد أسيد الحوتري. تخلل الفعالية ثلاث فواصل شعرية قدمتها الشاعرة حنين نصّار.
في قراءتها النقدية ركزت د. إيمان عبدالهادي على عتبات النص وما حملته من دلالات. وسلطت الضوء على مجموعة من رموز النص حملت معان مضمرة، كالألوان والمهن المتعددة. عرّجت القراءة بعد ذلك على عناصر القص: الشخصيات، الحدث، والزمكانية، وتطور الحدث، وركزت على تعدد المكان وتنوع الزمان. أكدت د. عبد الهادي أن اللغة كانت جميلة وامتازت ببساطتها وتناغمها مع ثيمات النصوص. وأخيرا وضحت الناقدة عددا من المفارقات والنهايات المفتوحة في المجموعة.
أما محور النقاش الأول فدار حول بنية النص حيث اللغة البسيطة الخالية من التعقيد والتي طُعمت بمفردات عامية وترويدات وأهازيج شعبية. وبالنسبة لعنوان المجموعة فقد كان الخيط اللاظم الذي جمع كل القصص، فكانت فاطمة حاضرة في معظم النصوص وكان الألم حاضرا في كلها.
كانت شخصية فاطمة المحور الثاني للنقاش. فلقد تميزت المجموعة القصصية بوجود شخصية يتكرر ظهورها في معظم القصص وهذا ما لم تجر عليه العادة. لعبت فاطمة أدوار متعددة: فكانت الابنة المظلومة، الزوجة المحبة الناصحة، الأم الرؤوم، الأرملة الوفية، المحبوبة البعيدة، والمحبوبة المتوفية. كانت ابنة القرية الريفية والمدينة والبادية. لقد كانت فاطمة كل الفلسطينيات الصامدات الصابرات المكافحات. هذا الوجود الفريد لفاطمة المقترن بالألم جعل المجموعة القصصية تقترب من المتتالية القصصية.
دار المحور الثالث والأخير حول الآفات الاجتماعية التي سلطت المجموعة القصصية عليها الضوء والتي كان منها: الاستغلال، الكذب والافتراء، العلاقات الغير شرعية، الكِبر، وعدم تقبل النصيحة، عقوق الأبناء، تأخير زواج البنت الصغرى حتى تتزوج الأخت الأكبر، الطبقية، الفشل الإداري والفساد، الأنانية وغياب التكافل الاجتماعي. وهكذا شخّصَ القاص الداء لنكتشف الدواء حتى نصير أجمل من عدونا لنتمكّن من الانتصار عليه.
في الختام تم التوجه بالشكر الجزيل للمشاركين المبدعين وللحضور الكريم وللمضيف مؤسسة عبد الحميد شومان.