الوجهُ المشرقُ لعلمِ الأرضِ والتواضعِ والطموح
د. عثمان موسى حكمي
محمد الرياني
يجيءُ اختيارُ الدكتور عثمان موسى حكمي عضوًا بمجلسِ الشورى تتويجًا لمسيرةٍ رائعةٍ وجميلةٍ لشابٍّ طموحٍ عشقَ الأرضَ ووجهها الفسيحَ ليدرسَ علمَ الأرضِ من أجلِ أن يعرفَ خباياها أكثر .
عرفتُ هذا الدكتور الأنيقَ البسيطَ منذ أكثر من عقدين من الزمن تقريبًا شابًا في مقتبلِ مسيرته العمليةِ مهتمًا ببرامجِ النشاط العلمي والمواهبِ العلميةِ بتعليمِ منطقةِ جازان وأسهمَ في إحداثِ نقلةٍ نوعيةٍ في ذلك الوقتِ بتصميمِ بعضِ البرامجِ النوعيةِ في النشاطِ العلمي قبلَ أن يجدَ الفرصةَ سانحةً لاحتواءِ مواهبِه وإكمالِ دراستِه العليا والحصولِ على درجةِ الدكتواره في الجيولوجيا ، وأذكر أنني نشرتُ خبرَ حصولِه على الدرجةِ العلميةِ العاليةِ بعد أن بشرني بها في ظلِّ المودةِ والتقديرِ المتبادلةِ حتى بعد أن عملَ في جامعةِ جازان ويسهمَ في دفعِ عجلتها مع كوكبةٍ من أبناءِ المملكةٍ والمنطقةِ وجعْلِها جامعةً مرموقةً متطورة.
و الدكتور عثمان موسى حكمي يأسركَ ببساطتِه وسماحتِه وابتسامتِه الرقراقةِ وطموحِه في مجالِ العلمِ والمعرفة ، وعلى الرغمِ من تفرفنا في مجالِ العملِ إلا أن الذاكرةَ لا تزالُ تحملُ بعضَ جمالياتِ أخلاقِه وسموِّ نفسه ، وجدتُه ذات مساءٍ على الشاطئِ الغربيِّ لجازان فاجتمعَ نسيمُ البحرِ القادمِ من الغربِ مع نسيمِ روحِه الصافية ، كان المساءُ رائعًا والحوارُ دافئًا والحديثُ ماتعًا وتفرقنا ومضى الزمنُ ولا زلتُ أذكرُ مناداتِه لي بأجملِ عباراتِ الصداقة ، وبعد مُدةٍ التقيتُه على رصيفٍ آخرَ من رصيفِ الذكريات ، ناداني ولم أكن منتبهًا ، قال : خالي العزيز من بابِ التقدير ، التفتُّ إليه ، قبَّلني بحرارةٍ وشوق ، وقفنا على الرصيفِ وتكررُ المساءُ بزفراتِ الماضي والعملِ والزمالةِ ومضينا في جنباتِ الليلِ والذكرياتُ الرائعةُ تكادُ تكتبُ على الرصيفِ سطورَ الزمنِ الجميل .
الدكتور عثمان موسى حكمي هو وجهُ الأرضِ عندما تخضرُّ الأرضُ بعد أن تهمي عليها السماء بمائها ، وهو وجهُ العلمِ عندما يكونُ العلمُ هو وجهَ الأرضِ الذي لاغنى لها عنه ، هو الوجهُ المشرقُ للإبداعِ في هذا الوطن ، وعندما يذهب للشورى فإن هذا التتويجَ توقيعٌ على رحلةٍ علميةٍ شيقةٍ وماتعةٍ من لدن نجمٍ من نجومِ أرضِ جازان سيكونُ لامعًا أنَّى سطعَ ضوءُه وبريقُه .