من غير ميعاد.

قصة قصيرة

✍️ سعاد حسني :

فى وقت الغروب ومع عودة الشمس إلى مخبئها رويدا رويدا، ومع ظهور اللون السماوي الجميل الذي لم تستطع تحديده،
أهو أحمر لون الشفق الأحمر، أم برتقالي اللون والسماء صافية تجمع بين اللون الأزرق الصافي مثل لون البحر، واللون الرمادي الهادئ الدال على سكون البحر
فى حركته وكأن السماء ترسم لوحة جميلة الشكل، متناسقة الألوان. وأنا فى طريقى إلى النيل؛ لأثقله بهمومي، وأحزاني، وما بداخلي من صرعات الحياة، و مخاوفي من المجهول، و أملي فى الغد، وما يحمله القدر لي. وجدته واقفا. فهو رجل طويل الجسد، عظيم الهيبة، خمري اللون، متوسط بين النحافة والسمنة، يرتدي بدلة زرقاء أنيقة الشكل. وجدته واقفا على ممشى كورنيش النيل، وعينه حائرة بين السماء والأرض، هنا وهناك، وهو يجمع. بين البسمة والغضب، بين العصبيةالثائرة والهدوء الساكن. وفجأة تقرب إلى وفى همس جميل سألني وقال لي حضرتك من مصر؟ وهنا اجتمعت كل التناقضات أمامي، الجرئة والخجل، القوة والضعف، اليقظة الغفلة، الإعجاب والنفرة. فأنا لست بالمرأة التي تتحدث مع رجل لا تعرفه. كما أن السؤال فيه شيء من الدهشة. ما المقصود إني من مصر. فكل ما يخصني يدل أني من مصر. ملامحي، ملابسي، هيئتي. وعلى الرغم من ذلك أجبته : أيوه أنا من مصر. وحضرتك منين؟ فأجابني أنا من الصعيد. وهنا أدركت مغزى سؤاله أنك من مصر؟ أي من القاهرة أم لا؟ ثم استدرك الكلام وقال لي : أنا تائه وأول مرة أقدم إلى القاهرة ولا أعلم بها شيئا. فقلت له فى تعاطف وإحساس شديد أني أريد مساعدته، وسألته أليس معك عنوان؟ وعند هذه اللحظة وجدته يتأمل في ولكن بأدب واستحياء وكأنه يريد أن يطيل الحديث معي. فوجدته يجيب فى ابتسامة خافتة ووجه إلى الأرض، نعم لدي عنوان ولكن لا أعلم كيف الوصول إليه.

انتظروني في العدد القادم إن شاء الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى