عـــــاجل

” قهوتي و قهوتك “

✍️ طه عثمان البجاوي / تونس : 


قَهْوَتِي وَقَهَوْتُكَ
مَعًا يُشَكِّلَانِ قِصَّةً لِلْعُبُورِ
ابْخَرَّتْهُمَا تَرْسُمَانِ
الْيَاذَةُ مُسْتَحِيلَةٌ
لَمْ يَعُدْ لِحِصَانِ طَرْوَادَةَ
مِنْ جَدْوَى
فِي عَصْرِ الْمُؤَامَرَاتِ
بَعْدَ أَنْ صَارَ الْغَدْرُ
سِكِّينًا يَغْرَسُ فِي صُدُورِ الِاحْرَارِ
كُلُّ قَصَائِدِنَا صَارَتْ مَوْبُوءَةً
بِعُنْفُوَانِ الشَّكِّ
عَلَى الْيَمِينِ لَا تَجِدُ غَيْرَ الْبِغَالِ
مِنْ الْكَلِمَاتِ
وَعَلَى الْيَسَارِ
مَعْنَى الِلامَعْنَى
عَبَثٌ يَغْرَقُ فِي يَمِّ الْمُقَامَرَةِ
الْكُلُّ عَدُوُّ الْجَمِيعِ
وَكُلُّ الْأَعْدَاءِ يَتَغَازَلُونَ
عَرَبِيدَةُ كُلُّ قَصَائِدِنَا
بَعْدَ أَنْ صَارَ الْقَمَرُ مَاجِنًا بِالْفُحْشِ
لَمْ يَبْقَ لَنَا غَيْرُ الْوَرْدِ
بَاكْ عَلَى رَحِيلِ زَمَنِ النَّخْوَةِ
الْكُلُّ صَارَ عَبْدًا لِحُرُوفِهِ الْجَارِيَاتِ
فِي بُحُورٍ عُكَاظِيَّةِ التَّنْوِيمِ
مَاتَ الْغُصْنُ الَاخْضَرُّ
وَصَارَ الْجَبَلُ اخْشَبَ
عَرَبِيدَةُ كُلُّ احْلَامِنَا
كُلُّ صِبَاحَاتِنَا صَارَتْ يَتِيمَةً
وَكُلُّ مُسْتَاءَاتِنَا نَائِحَاتٌ
وَغُرَابٌ يَقِفُ عَلَى عَتَبَةِ الَافِقِ
يُعْلِنُ نَعْيَهُ الْأَخِيرُ
مَاتَتْ قَصَائِدُنَا
وَصَارَتْ قَضِيَّتُنَا
اشْلَاءُ الْعَصْرِ السَّعِيدِ
عَرَبُ اعْرَابٍ وَعَرَّابٍ
أَسْلَمَ الْغُرَابُ وَكَفَّرَ الْامَامُ عَلَى الِاعْتَابِ
الْبَعْضُ ظَنَّ انْ قَدْرَ الْفَصِيدَةِ
لَا تَكُونُ أَلَا اذَا كَانَتْ اوْدِيبِيَةً
وَاخِرُونَ اعْتَبَرُوهَا الْكَتْرِيَّةَ النِّسَبَ
وَبَعْضُهُمْ ظَنُّهَا تَتَنَفَّسُ انْفَاسَ الْعِمَامَةِ
بَيْنَ يَمِينٍ وَيَسَارٍ
وَشَمَالٌ وَجَنُوبٍ
ظَلَّتْ قَصِيدَتُنَا الْبُوصْلَةَ
لَمْ يَعُدْ لِلشِّعْرِ أَرْضٌ وَاحِدَةٌ
حَتَّى تَارِيخِنَا سَرَقُوهُ
الْحَبِيبَةِ صَارَتِ الْغَنِيمَةُ
فِي سَقِيفَةَ بَنِي سَاعِدَةَ
وَالْغَانِيَّةٌ صَارَتْ شَاعِرَةً
وَالْوَطَنُ صَارَ يُبَاعُ فِي كُلِّ لِقَاءٍ
قَهْوَتِي قَهَوْتُكَ
لَيْسَتْ مُجَرَّدَ نَزْوَةِ لِقَاءٍ
قَهْوَتِنَا هِيَ سِرُّ الْحِكَايَةِ
امَا انْ تَكُونَ عَرَبَ عَارِبَةَ
أَوْ لَا نَكُونُ

كمال فليج

إعلامي جزائري / نائب رئيس مجلس ادارة صحيفة الآن الإلكترونية مستشار إداري / نائب رئيس التحرير / نائب رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى