“ثوب الحقيقة المسروق”


✍️ الأستاذ بلحمدي رابح  البليدة الجزائر : 

من في ظلال أشجار الزيتون الجزء الثاني 2023



في يومٍ تقابل الكذب والحقيقة،

والشمس تشرق، والجو بديع، في سماه نقاء
قال الكذب: “اليوم جميلٌ في صفائه”،
فنظرت الحقيقة، وصدّقت منه الادعاء
مضيا سويًا، والفرحة في أعينهم،
حتى إذا اقتربا من ماء البئر في خفاء
قال الكذب: “الماء صافي، دافئٌ ومريح،
فهل نغتسل في صفو هذه المياه؟”
نظرت الحقيقة بشكٍ للمرة الثانية،
لمست الماء، فإذا هو كما وصفه بصفاء
خلعا ثيابهم في لحظة اطمئنان،
ونزلا سويًا في الماء دونما عناء
لكن الكذب بخبثٍ خرج مسرعًا،
واختلس ثوب الحقيقة دون إذنٍ أو نداء
ارتداه وجال في العالم شامخًا،
والناس تُحيّيه، ظانين فيه الوفاء
خرجت الحقيقة من البئر عاريةً،
غاضبةً تلاحقه، لكن ما من نداء
رأى الناس صدقها في عريها،
فأداروا وجوههم عنها بخجلٍ وجفاء
عادت الحقيقة مسكينةً للبئر،
توارت فيها من شدة الخجل والنقاء
ومنذ ذاك اليوم الكذب يتجول،
مرتديًا ثوب الحقيقة، في كل أرضٍ وسماء
والناس تصدقه، تأبى أن ترى،
الحقيقة العارية، في صمتها وبلاء
فتوارت الحقيقة خوفًا من العيون،
وأضحى الكذب ملكًا يزينه الرداء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى