جمعية الثقافة والفنون بالدمام تقدم وتريات التجمع الأكبر للآلات والعازفين
الدمام – مريم البراهيم
في تجمع يعد الأكبر لعزف وعرض الآلات الوترية بالمنطقة الشرقية أطلقت جمعية الثقافة والفنون بالدمام (ليلة وتريات) على مدى يومين متتاليين الأحد والأثنين 25-26 أغسطس 2024م، قدمت خلالها استعراض يليق بمقام الآلات الوترية الشرقية وفي مقدمتها آلة العود التي تعد أقدم الآلات الموسيقية وأهمها تاريخياً، مستعرضة للزوار عن أهم الدول في العالم المصنعة لآلة العود منها: العراقية والسورية والمصرية والكويتية وأيضاً العود الكهربائي الأمريكي ، والآت أخرى لاتقل أهمية عن آلة العود وهي: الربابة، والقانون، والكمان، والبزق التركية، والجيتار، والايكيولاليا، والسمسمية، والسيتار، والماندولين، والميني تشيلو، والفيولا.
وملحقات هذي الآلات من الأوتار والأصابع، والدوزان، والتينور، اضافة لعدد من الآلات الإيقاعية والتي كانت بمثابة آلات مكملة للوتريات في العزف كان أهمها: الدفوف، والمزهر، والطبلة، وأيضا عدد من الآت النفخ.
وعن أهمية الوتريات وأهمية هذه الفعالية أوضح مدير الجمعية يوسف الحربي أن ليلة الوتريات تؤدي دورًا حيويًا في تعزيز المشهد الثقافي والفني، وتوفر منصة هامة للاحتفاء بالموسيقى والعازفين وصنّاع الالات الموسيقية، مما يساعد في دعم الصناعات المحلية والاقتصاد الابداعي، كما أتاحت هذه الفعالية للعازفين لعرض مهاراتهم والتعلم من بعضهم البعض، وتحفيزهم على تحسين أدائهم الموسيقي، مما جذبت جمهور أوسع من عشاق الموسيقى والأفراد المهتمين بتعلم العزف بتنوع الالات الوترية، منوها الحربي أن الفعالية هي امتداد لمهرجان قدمته الجمعية اسمه ” مهرجان وتريات ” وتم تكريم فيه الفنان الكبير عبادي الجوهر، وستتوالى الفعاليات المخصصة لهذه الالات من خلال ورش العمل أو الجلسات التعليمية وتقنيا العزف وصيانة الالات مما يزيد الوعي والمعرفة بين المشاركين.
وأشار المشارك عبدالله رشدان الدوسري لعُمر اقدم آلة عود عرضت في (وتريات) وهي آلة صنعت في سوريا تعود الى عام 1980م على شكل كمثرى حيث تختلف مسميات هذا العود في العالم، فيطلق عليه في الشام والأردن (الإجاصة)، وفي الكويت (ابوعرموطة)، وفي الخليج (الكمثرى)، وفي مصر (الأولا)، مؤكداً على أهمية آلة العود الفردية، لقلة عازفين العود، لذلك يعتبرها العازفين آلة منفردة عن باقي الآلات الأخرى، مضيفاً الدوسري أن آلة الربابة من الآلات الوترية التي يقبل على شرائها الأجانب، لارتباطها بالهوية الشرقية وجمالية شكلها “.
من جهته عبر الفنان محمد قريش عن سعادته بالمشاركة في (وتريات)، وقدم بالغ الشكر الجزيل لجمعية الثقافة والفنون بالدمام على الجهود الجبارة في دعم الموسيقي بالمنطقة، وزيادة الوعي الموسيقي، ورفع الثقافة الموسيقية، وتعريف الهواة الموسيقيين بالآلات الوترية. وأوضح قائلاً:” كان التجمع فرصة لرفع الحس الموسيقي لجميع أفراد المجتمع، وتقريب هواة الموسيقى وتعريفهم بأشهر العازفين في المنطقة، والعزف بجانبهم”، مشيراً أن الموسيقى اليوم أصبحت مهمة في المملكة وأخذت موقعها المأمول في المدارس، والمملكة تتجه بخطوات تأسيسية رائعة ومرحلة انتقالية لتطوير المشهد الموسيقي، وتمكين الموسيقيين السعوديين وتأهيلهم في المشاركة بالمحافل الدولية وهذا مايجعل طموحنا كموسيقيين يلامس عنان السماء ويقربنا اكثر من رؤية المملكة المشرقة.
يذكر أن الجمعية أعلنت الأسبوع الماضي فتح المشاركات للمعرض الفني ختم لفناني وفنانات المنطقة الشرقية الذي سيقام في اكتوبر المقبل، ولازالت تقدم الدورات الفردية في الآلات الموسيقية والورش التدريبية في الرسم والأساسيات ، وتقدم اليوم الثلاثاء مناقشة الحلقة المسرحية لكتاب بريخت مابعد الحداثة للمؤلفة إليزابيث رايت ، ويفتتح مساء الجمعة مدير عام فرع وزارة الإعلام بالمنطقة الشرقية خالد بن سعد السديري المعرض الفوتوغرافي ” حلم ” للمصور الفوتوغرافي العماني محمد الشعيلي الذي سيتضمن جلسات فوتوغرافية أيام المعرض الذي يستمر حتى ٨ سبتمبر ٢٠٢٤م ، كما سيقدم في الجمعية مساء الأثنين ٢ سبتمبر جلسة سقراط الساحل الشهرية والتي تناقش التساؤلات الفلسفية للحياة اليومية.