شبح المرأة .. الصمت..

سلوى المقبالي

✍️ سلوى بنت خلفان المقبالي- سلطنة عمان: 

الصمت هو أحد أعمق أشكال التعبير التي يمكن للمرأة أن تلجأ إليها عندما تجد نفسها في مواجهة صعوبات الحياة التي تفوق قدرتها على التحمل. الصمت ليس مجرد غياب للكلام، بل هو لغة تعبر عن معاناة داخلية كبيرة وألم لا يمكن وصفه بالكلمات. عندما تصمت المرأة، فإن ذلك الصمت قد يكون نتيجة لفقدان الأمل في تغيير واقع أرهقها وأثقل كاهلها بمشاعر الألم والخسارة.
المرأة قد تلجأ إلى الصمت كوسيلة لحماية نفسها من المزيد من الألم. بعد تجارب قاسية، قد تجد نفسها غير قادرة على التعبير عن مشاعرها بالكلام، لأن الكلمات لم تعد كافية لتعبر عن عمق ما تشعر به. في هذه الحالة، يصبح الصمت حصنًا يحميها من أن تكشف عن جروحها العميقة أو تتعرض لمزيد من الأذى. الصمت هنا ليس رضوخًا، بل هو نوع من المقاومة الصامتة لواقع لم تعد قادرة على مواجهته بالكلمات.
في بعض الأحيان، يصبح الصمت وسيلة المرأة للإعلان عن استسلامها أو انسحابها من معركة لم تعد ترى فيها أي أمل،بعد محاولات عديدة للتعبير عن مشاعرها أو تغيير واقعها، قد تشعر المرأة بأن كل محاولاتها باءت بالفشل، في هذه اللحظة، قد تختار الصمت كإشارة على قبولها للواقع كما هو، ولكن دون أن يعني ذلك أنها راضية عنه. إنه نوع من الاستسلام الذي يأتي بعد إرهاق طويل ومحاولات متكررة لتغيير الأمور.
على الرغم من أن الصمت قد يبدو علامة على الانكسار أو الاستسلام، إلا أنه يمكن أيضًا أن يكون تعبيرًا عن قوة داخلية.
المرأة التي تختار الصمت قد تفعل ذلك لأنها تدرك أن الكلام لن يغير شيئًا، وأن السلام الداخلي هو السبيل الوحيد للحفاظ على توازنها النفسي.
فالصمت هنا يصبح أداة للحفاظ على الذات وإعادة بناء القوة الداخلية لمواجهة المستقبل فهو ليس مجرد غياب للكلام، بل هو تعبير عميق عن الألم والانكسار.
فعندما تصمت المرأة، فإنها قد تكون تحمي نفسها من المزيد من الألآم والجروح.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى