الإرادة والنمو

✍️عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون :

الإرادة هي ما يدفعك للخطوة الأولى على طريق النجاح، أما العزيمة فهي ما يبقيك على هذا الطريق حتى النهاية،
والإرادة هي الفكر، والعزيمة هي الروح، وإذا أردت الحصول على حياة عظيمة حياة مليئة بالتطور والابداع انظر إلى ما يفعله الغالبية وافعل العكس، فالغالبية يحبون الاستهلاك وهذا ضد الإنتاج، والذين في القمة هم منتجون،
والغالبية يجرون خلف المتعة، والذين في القمة ليسوا مستهلكين بل منتجون، فهموا أن النمو من خلال عدم الراحة، فهموا أن قوة الإرادة تُبنى من خلال المعاناة،
وأن تقوم بالعمل الشاق معناه أن تنمو،
الشركات الكبرى عملت بمعاناة، لاعبي كرة القدم ومهاراتهم وتحقيقهم للبطولات إنما هي نتيجة جهودهم في تنمية مهاراتهم الفردية والتزامهم بالتدريب،
محمد علي كلاي له كلمة رائعة حيث يقول: (كنت أكره كل دقيقة في التدريبات لكن كنت أقول لا تتوقف وعان الآن وعش باقي حياتك بطلا).
الكثيرون يشعرون بالملل والضجر ولهذا يتجهون إلى اللهو، لذا يجب أن تمتلك دافعا قويا، وسببا كبيرا، فامتلاك سببا مقنعا لتكرس فيه بقية حياتك هو دواء اللامبالاة،
والكثيرون حين تسألهم ماذا تودون أن تفعلوا، يجيبون لا ندري، ما هي الأشياء التي تود أن تحدث لك في الثلاثة أشهر القادمة حتى تكون أفضل أيام حياتك، يقول لا أدري، ما هو الشيء الذي يجعلك تستيقظ الساعة الخامسة صباحا وأنت بكامل الحماس، يجيب لا أدري،
هم مشغولين بكونهم مشغولين بالروتين وتعقيدات الأيام، فاخرج من نطاق الأغلبية، وافعل عكس ما يفعله الغالبية حتى تحصل على النتائج التي يحصل عليها 5% فقط من البشر، كن مستعدا لفعل الأشياء التي لا يفعلها سوى 5% من البشر، وهذا ليس بالأمر السهل،
إذا اجتهدت في وقت فراغك، وعملت بجد وابتعدت عن اللهو، سيقول الناس عنك أنك لست بسوي، فإن لم يسيء الناس فهمك فاعلم أنك لم تقدم أفضل ما لديك بعد،
الألم قوة غير مستقلة، فلنحول الألم إلى طاقة نتحرك بها وليس الانكفاء والتشكي، لو أنك تقضي وقتك في مشاهدة الفيديوات، وسماع الأخبار والألعاب المختلفة والدردشة، فأنت تخون العبقرية التي في داخلك، والتي تريد أن ترى النور، حينها الألم النفسي سينمو في داخلك، وستبدأ بالتقليل من احترام ذاتك بوعي، أو بدون وعي، حينها ستشعر بالاستسلام والخمول، ولن تتحدى مخاوفك بعد ذلك، ولن تبالي بعملك ولا حياتك ولا بصحتك، وتبتعد عن المكان الذي يعلم الجميع أنك تستحق أن تكون فيه
وهو جو الاتقان والابداع،
لديك السيطرة على عقلك فهو ملك لك، فلا تعط السيطرة على هذا العقل لأحد وخاصة الشيطان، لأن لديه مهمة واحدة وهي إبعادك عن المسار ليجعلك تعتقد ألا شيء جيد ممكن أن تفعله، وظيفة الشيطان أن يدمرك، وألا تكون في المكانة التي أمرك الله أن تكون فيها،
وأشد مراحل النضج العقلي إيقانك التام أن كل شيء له نهاية مهما كان، سيئا أم جميلا، وكي لا تموت مرتين لا تعد لمن خذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى