قصة البئر رقم ٧ بداية تحوّل المملكة لأكبر مصدر نفط في العالم العزيمة والإصرار 

 

تقرير :نوف الرويسان 

‏{بعدخمس سنوات من البحث وبعد ست آبار خالية}

‏بدأت القصة عام 1933، عندما وقّع المللك المؤسس عبدالعزيز آل سعود

‏اتفاقية التنقيب مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا الأميركية. ليتمّ إنشاء شركة كاليفورنيا أريبيان ستاندرد أويل، والتي أصبحت فيما بعد نواة لأكبر شركة نفط في العالم (أرامكو)⁦‪@saudi_aramco‬⁩

‏وقد استمرت عمليات الحفر 5 سنوات، وكانت في بدايتها مخيّبة، لا سيما مع التعطل المستمر لآلات الحفر من جهة، والكميات غير التجارية للنفط المستخرج من جهة أخرى، وتمّ حفر آبار الدمام 1 والدمام 2، و3 و4 و5 و6 ومن ثم بئر الدمام 7، والتي شهد حفرها صعوبات جمة، ووصل عمقه إلى كيلو متر ونصف.

‏ولكن بسبب إصرار كبير الجيولوجيين في الشركة، الأميركي ماكس ستانكي، وبجانبه الدليل السعودي، (ابن رمثان) اللذين واصلا الحفر، وصل الحال بالمملكة إلى ما هي عليه اليوم.

‏في مارس 1938 كانت السعودية على وشك إغلاق ملف التنقيب عن النفط نهائيًّا بعدما أشارت النتائج الأولية إلى عدم وجود نفط في باطن أرض الجزيرة العربية.

‏لكن في اللحظات الأخيرة تم اكتشاف النفط في البئر رقم 7 التي غيَّرت ملامح السعودية والعالم، وأثبتت للجميع أن السعودية عائمة عن آبار نفط، ستسهم في سد احتياجات العالم من الطاقة.

‏(العزيمة والإصرار)

‏استغرق حفر بئر “الخير” رقم 7 شهورًا عدة، صاحبتها العديد من الصعوبات والمعوقات، واختلطت الآمال بالإحباطات، والعزيمة بالإصرار، بين تكهنات وأسئلة حائرة، تتساءل عن حقيقة وجود الزيت تحت رمال السعودية.

‏ولكن سرعان ما تغيّرت الأحوال، ففي الأسبوع الأول من مارس 1938، حققت بئر الدمام رقم 7 الأمل المرجوّ، وكان ذلك عند مسافة 1440 مترًا تحت سطح الأرض، أي بزيادة تقلّ عن 60 مترًا عن العمق الذي كان الجيولوجيون يتوقّعون وجود النفط عنده.

‏وقد أنتجت بئر الدمام 1585 برميلًا في اليوم، في الرابع من مارس 1938، ثم ارتفع هذا الرقم إلى 3690 برميلًا في السابع من مارس، وسجّل إنتاج البئر 2130 برميلًا بعد ذلك بتسعة أيام، ثم 3732 برميلًا بعد خمسة أيام أخرى، ثم 3810 برميلًا في اليوم التالي مباشرة.

‏وجرى تصدير أول شحنة من الزيت الخام على متن ناقلة في الأول من مايو 1939، كان الملك عبدالعزيز هو من أدار الصمام بيده لتعبئتها.

‏واستمر الزيت يتدفق من البئر رقم 7 حتّى عام 1982وذلك بعد 45 سنة من الإنتاج المستمر، وبلغ مجموع إنتاجها ما مقداره 32 مليون برميل، وبمعدل إنتاج يومي 1600 برميل، ولهذا سُمّيت بئر الدمام رقم 7 بئر الخير.

‏وتعكس قصة بئر الدمام 7 وما سبقه من آبار اصرار وكفاح الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود والذي قاد همم اجدادنا وآبائنا السعوديين لتحقيق الانطلاقة النفطية التي غيرت من ملامح ومستقبل هذا البلد العظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى