(الاستثمار الحقيقي
✍️ أحلام أحمد بكري :
كلنا نؤمن بالأية الكريمة في سورة الكهف (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ) الآية(46)..
نعم البنون زينة الحياة الدنيا ولكن يجب أن نكون على إدراك كامل بحديث رسول الله صلّ الله وعليه وسلم ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّ اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))
[أخرجهما البخاري ومسلم في صحيحهما عن ابن عمر]..
حديثي يختص بالوالدين وطرق الإستثمار الأمثل والحقيقي للأبناء ، فنحن في إجازة وأبناءنا بعيدين عن إلتزاماتهم الدراسية ؛ يجب أن تُستغل فيما يعود عليهم بالفوائد ويعود إليهم بمردود ..
أبناءنا وخاصة من عمر السابعة للخامسة عشرة ، كي نحميهم ونبنيهم البناء السليم ، على الوالدين أن يركزوا على الجانب ( النفسي الروحي والبدني والثقافي )، أبذلوا أموالكم لترفيههم بما يعود عليهم بالنفع وأبذلوا الغالي والنفيس لبناءهم البناء الأمثل ، ألحقوهم بحلقات لتحفيظ القرآن الكريم والحديث الشريف ، كي يتفقهوا بالدين ويعرفونهُ على حقيقته بدون تمويه أو تشويه أو غلو وتطرف ..
ألحقوهم بمراكز لتدريب اللغات الأخري ، و أشركوهم في الأندية الرياضية ، واقتنوا لهم الكتب القيمة ؛ لتثقيف عقولهم ، وبناء شخصياتهم على الصدق والنقاء والحب والتعاون والقوة الروحية والتآلف ، وتقبل الآخرين بود ومحبة ، والتعايش بسلام ..
أبحثوا عن مواطن الإهتمامات لديهم ونموها ، اقتربوا منهم تحدثوا معهم بشفافيه عمّا يشغل بالهم كأمور (الجنس والمخدرات)..
كونوا لهم أصدقاء ؛ كي لا يأخذوا المغلوط من المعلومات من غيركم ؛ وحتى لا يتكوّن لديهم مفاهيم خاطئة تعيش معهم كعقد للأبد..
عليكم جذبهم لفصلهم عن الأجهزة الذكيّة والألعاب الإلكترونية ؛ فهي الدمار الشامل لشخصية الابن والابنة ؛ فلم يجنوا منها سوى سلوك العنف والأمراض الجسدية والنفسية ..
ميزوا لهم المهم والأهم ليركزوا عليه ، وحذروهم من السخافات والتوافه ؛ ليتجنبوها ..
وإجعلوا الحرام والعيب وكل ماخرج عن تقاليدنا وعاداتنا من خزي وشائن نصب أعينهم ؛ كي لا يقعوا في الخطأ ؛ لأنهم سيألفونه إن وقعوا فيه وكرروه ؛ ويصبح من المسلّمات به ، ويرونه شيء عادي وهين ؛ وهو عند الله عظيم ..
نظموا الرحلات والزيارات العائلية ليتعلموا منها العادات والتقاليد العائلية والأُسرية -الاحترام والحب والأُلفة وبناء العلاقات – ..
بصروهم عند اختيار الأصدقاء وراقبوهم بدون تسلّط ..
أدفعوهم للأعمال التطوعيّة وأجعلوهم يشاركون بأعمال المنزل ليتنامى لديهم حسّ المسؤولية والقيادة وحب العمل الجماعي ..
أيتها الأم ، وأيها الأب أثقلت عليكم ، ولكن أبناءكم مسؤليتكم أصنعوا منهم جيل (واعي مثقف مسؤول ملتزم) ، بعيد عن الغلو والتطرف وبعيد عن الفساد والتفسخ والإنفلات ؛ ليواجه الحياة بقوة ونضج وتعقل ..
أدرك إن ذلك ليس بالشيء السهل ولا البسيط ولكن ستجنون ثماره مستقبلاً ..