شكرًا أيها النبلاء

 

صالح الريمي 

من لا يشكر الناس، لا يشكر الله، وهي قاعدة لمبدأ حياة وخُلق من أخلاقِ الكرام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ).

أنا أؤمن بأن الخصال الحميدة، تنتشر بالعدوى الإيجابية، لذا وضعت من ضمن قائمة مراسلاتي اليومية قائمة أشخاص أفاضل كرماء في مجموعة أسميتها مجموعة النبلاء، وأقصد بالنبلاء هم صناع المعروفِ، وصناع السخاءِ، وناشري الفضائل بأفعالهم الإحسان وخدماتهم الجليلة.

 

النُّبل هو من يصنع الأشخاص وهو أكبر من كل الشهادات الأكاديمية، فالنبلاء هم الأوفياء بانتقاء جمل حديثهم، واختيار آرائهم في الناس، وبعدهم عن سفاسف الأمور، وسرور بالأفعال العظام في المواقف التي لا يراهم فيه أحد، ويفعلون الأشياء الجيدة دون أن يعلم عنهم الناس..

النبيل؛ هو من يحسن ويتقن العمل ليصبح على أكمل وجه، فإن كان العمل خاصًا بالناس قام بتأديته على أكمل وجه..

يقول الجاحظ في صفات النبلاء: «ولا يكون المرء نبيلًا، حتى يكون نبيل الرّأي، نبيل اللّفظ، نبيل العقل، نبيل الخُلُق، نبيل المنظر، بعيد المذهب في التنزّه، طاهر الثّوب من الفحش».

 

النبيل دائمًا تجده كريمُ النفسٍ، يعلم أن حصول مبتغاهُ، متعذرٌ دون جهد وجد، وتحقق مُنَاه، مستبعدٌ بلا بذلٍ من مالهِ، ووقتهِ، برغبةٍ وإصرارٍ وإقبالٍ وابتسام، ولا عجب أن يقول الشاعر، بيتَه النّفيس:

لولا المشقّة سادَ النّاسُ كلُّهمُ

الجودُ يُفقِرُ والإقدامُ قَتّال

ولو كان النُّبلَ في متناول اليد، يُلتقط بيسر، ويشرف به من لا يكلف في سبيله، ويتعب لشرف أن يوصف به، لأصحاب الخَلْقَ كلهم نُبلاء، ولكن النبالة تقتضي الكرم، والكرم عزيزٌ على من لم يتطبع به، كما أنها تستلزم الشجاعة، والشجاع المقدام مُعرّض للمخاطر، والتحديات، ولا تروق لمن يُقدِم الراحة.

ترويقة:

صناعة النُّبل لا يجيده إلا صاحب النفس النبيلة، لهذا يظل الشكر والامتنان قليل أمام من يفرض عليك أخلاقه ونُّبله واحترامه وتقديره وحسن تعامله ومواقفه الجميلة وخدمته لاخوانه في السراء والضراء.

*ومضة:*

خلاصة القول في النبيل: هو ترمو متر الأخلاق في كل الظروف والأحوال..

قال أبو الطيب المتنبي، في بيته النبيل:-

وإذا كانت النفوس كبارًا

تعبتْ في مرادِها الأجسامُ

رابط:

 

✒️ صَالِح الرِّيمِي

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى