إناء الماء المشروخ

 

عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون

مما يروى من الأساطير أنه كان لدى إمراه صينية مسنة إناءين كبيرين تنقل بهما الماء، وتحملهما مربوطين بعمود خشبي على كتفيها، وكان أحد الإناءين به شرخ والإناء الآخر بحالة تامة ولا ينقص منه شيء من الماء.
وفى كل مرة كان الإناء المشروخ يصل إلى نهاية المطاف من النهر إلى المنزل وبه نصف كمية الماء فقط، ولمدة سنتين كاملتين كان هذا يحدث مع السيدة الصينية، حيث كانت تصل منزلها بإناء واحد مملوء ونصف، وبالطبع كان الإناء السليم مزهواً بعمله الكامل، وكان الإناء المشروخ محتقراً لنفسه لعدم قدرته وعجزه عن إتمام ما هو متوقع منه.
وفى يوم من الأيام وبعد سنتين من المرارة والإحساس بالفشل تكلم الإناء المشروخ مع السيدة الصينية قائلا: أنا خجل جداَ من نفسى لأنى عاجز، ولدي شرخ يسرب الماء على الطريق للمنزل. فابتسمت المرأة الصينية وقالت: ألم تلاحظ أن الزهور التي على جانب الطريق هي من ناحيتك وليست على الجانب الآخر…؟
أنا أعلم تماماً عن الماء الذى يُفقد منك، ولهذا الغرض غرست البذور على طول الطريق من جهتك حتى ترويها في طريق عودتك للمنزل، ولمدة سنتين متواصلتين قطفت الكثير من هذه الزهور الجميلة لأزين بها منزلي، ما لم تكن أنت بما أنت فيه لما كان لي أن أجد هذا الجمال يزين منزلي .
كلٌ منا لديه ضعفه، ولكن ضعفنا وشروخاتنا تصنع حياتنا معاً بطريقة عجيبة ومثيرة، ويجب علينا جميعاً أن نتقبل بعضنا البعض على ما نحن فيه، وأن ننظر لما هو حسنٌ لدينا.
همسة:
إلى كل أحبائي الذين يشعرون بالعجز أو النقص؛ أتمنى أن تنظروا للجوانب المشرقة في حياتكم وأن تشاهدوا أزهاركم التي على جانب الطريق.

Related Articles

Back to top button