تأبين

قصة قصيرة

✍️ أحلام أحمد بكري :

حبك الذي يجري بأوردتي
قد جف منذو فترة..
لا غرابة فأنت الحاضر بكبريائك الغائب بمزاجك..
.
بعد أن طال صمت المشاعر بيننا..
وخفتْ شعلة الحب ، وبهُت بالقلب..
.
كنت قد نسيتُ شكل الحب الذي تقاسمتهُ معك..
بعد أن نفذتْ من خارطتي السبعون عذراً..
وأوصدت في وجهي كل أبواب الرجاء والأمل..
لم يكُن طرقي لبابك مزعجاً ، كي يستحق منك كل هذا الصدود والجفاء..؟!
.
في كل مرة ، يكون الأمل حاضر بعودتك..
ولكن هذه المرة لم تعُدْ..
فقد عادتَ لي مشاعري
وبِتُّ أمتلكها ، بعد أن أشكلها غرورك..
.
لم يقتلني الفقد
‏لكنهُ جعلني فارغة
‏ من كل شيء..
حتى منك أكتفيت..
.
أصبح حبيبي الصمت..
الصمت الذي أكتشفت أن لهُ عدة جوانب..
فهو‏ لا يقتصر على الرضا كعلامة..
بل هو ‏أحياناً جواب لقلة الحيلة..
‏أو عجزاً عن التبرير..
‏أو دليل استسلام..
ولكنهُ في حالي معك كان
النائب عن كل المشاعر المكبوتة..
.
(ممتلئة منك غضب
‏فائضة لك شوق..)
كنت دائماً أرددها وأسرّها في نفسي..
ولكن بعد اليوم ، لن يكون هناك غضب ولا شوق..
فقد حلّ مكانهُ التبلُّد والفتور..
وقد نُلت أنت شرف الريادة في اغتيال الشوق بداخلي ، وتذوييب الغضب قبل أن يصل لقلبي..
.
كنت خبير في تخدير مشاعري
ووضع مقاييس مُقننة للمخدر
حتى لا أغيب عن وعي مشاعرك..
أخطأت هذه المرة في تقديرك
وغبتُ عن الوعي ، وخيّل إليك أنني أحتضر وعلى وشك الموت..
.
لا تخف ، لم ألقى حتفي بعد..
بل ماتت مشاعري تجاهك..
وأفقتُ من خدرك..
وأقمتُ لها تأبين يليق بعضمتها في داخلي..
…………………..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى