ليلة دامية

جريمة على شاطئ عشاق " الفصل التاسع عشر "

✍️د. فايل المطاعني  :

كانت السيدة صالحة تذكر ذلك اليوم الذي قررت أن تذهب إلى عبدالعزيز في منزله،لتقنعه بالرجوع الى ابنتها هدى، دون أن تبلغ ابنتها بذلك ومن حسن حظها أن أبنتها، مستمتعة بالنوم بفعل ذلك المخدر الخفيف الذي وضعته لها في مشروب المانجا الذي تحبه. وخرجت من الباب الخلفي لفيلاتها قائلة:الميزة الجميلة لهذه الفلل أن لها باب خلفيآ يوصلك الممشى البحري مباشرة دون الحاجة إلى الخروج من الباب الرئيسي ولن يشك أحد بك أو تلفت انتباه أحد فأنا مثل أي شخص ذاهبة لممارسة الرياضة قالتها وهي تضحك حتى وصلت إلى بيت عبدالعزيز ،ومن حسن حظها أنها وجدت الباب
مفتوح ؛ والوقت ليلآ
لذلك لم يلاحظ أحد دخولها ويبدو أن رواد البيت مشغولون بتصفية حساباتهم وهمست قائلة :أن عبدالعزيز لديه ضيوف واحدة عرفتها فهي تشبه ابنتي
فقالت :هذه بالتأكيد منال وكانت تحدث عبدالعزيز بغضب أما الأخرى فهي واقفة خلف الباب من الخارج تسترق السمع دون أن تراها منال أو عبدالعزيز !
واخذت السيدة صالحة موقعها المميز خلف أشجار القرم كثيفة الاوراق، ثم نظرت باتجاه الباب فإذا بها تري رجلا وافدآ قد تسلل هو أيضا ووقف خلف الباب المؤدي إلى الصالة الرئيسية ووقف كأنه ينتظر أمر من أحد ما وبعد شجار حاد لم أسمع الكثير منه خرجت منال غاضبة ؛ واعطت ذلك الرجل مالآ ، ثم انصرفت.
وبعد دقائق رأيت الفتاة الأخرى تحضن عبدالعزيز بينما الرجل الواقف خارجآ يدخل بسرعة البرق ويضرب عبدالعزيز ضربة قوية سقط عبدالعزيز من وراء تلك الضربة وأخذ ذلك الرجل بمساعدة المرأة عبدالعزيز إلى السرير وأخرجت المرأة إبرة حقنت بها عبدالعزيز في الوريد وخرجت دون أن تلتفت إلى الرجل الذي كان يطالبها بشي ما، وهي لا تعيره اهتمام ، بل خرجت مسرعة بعد أن أنهت مهمتها وأثناء خروجهما قال لي الشيطان بأن أخذ الجثة إلى الممشى وارميها هناك ،ليموت دون أن ينقذه أحد ،وايضا لعلمي أن صديقة ابنتي شرطية،
وبالتالي ستعرف أنها جريمة قتل وبالتأكيد سأقول لهم عندما يسألون عن الجريمة لأنها وقعت في حينا :إنني سمعت صرخة مدوية والشرطة بطرقهم الخاصة سيعرفون أن منال كانت مع عبدالعزيز في آخر اللحظات قبل موته وحينها يتم القبض على منال و تعدم ، هكذا سأنتقم من غازي ،لقد أعماني الحقد، كان بإمكاني أن انقذ حياة عبدالعزيز كانت هناك خمسة دقائق قبل أن يتمكن السم منه و أنقذه، ولكني لم افعل لقد نسيت أنني انسانة وأنني صيدلانية وبإمكاني إنقاذه،ولكن تمكن مني الحقد والثأر واحد وثلاثون عاما وانا انتظر غازي يطرق بابي معتذرا،ولكنه لم يفعل
لقد تركت أهلي و بلادي وجئت إلى هنا وانا هاربة من الفضيحة والعار وقد وجدت فرصة لكي أنتقم من غازي وابنته فسحبت الجثة إلى الخارج ،ومن حسن الحظ أن ذلك الوقت،لم يكن أحد يرتاد الممشى ،فكان سهلا علي وضع الجثة تحت إحدى
الأشجار والصدف ساعدتني كثيرا بأن كانت ابنتي وصديقتها هناك فى ذلك المكان دون تخطيط منى، ولكن بعض الأحيان الأقدار تبدي لك صنيع جيدا.
يتبع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى