حرب الضرائر

جريمة على شاطئ العشاق " الفصل السادس عشر"

✍️ د. فايل المطاعني  :

لم تصدق النقيب رحمة عندما علمت انها سوف تحقق مع الدكتورة فائزة. و أخذت تسأل من أين تبدا وكيف تحصل على المعلومة من الدكتورة فكرت النقيب رحمة فهذه فرصتها لكي تثبت انها ضابط بارع فأرسلت الى المقدم سالم ان يدعها تستقبل الدكتورة من أرض المطار ، وتصحبها إلى الادارة. ولكن المقدم سالم طرح عليها أمثلة للأسئلة التي يريد جواب عليها وبعد أن أخذت الأذن من المقدم لاستقبال الدكتورة لوحدها قالت لنفسها: لن يكون سؤال وجواب، بل سيكون لقاء وديآ جدآ ثم قالت ابتسمت : اختصارآ ستكون سوالف حريم ، وسوالف من النوع الثقيل جدآ.

إدارة التحريات

لم تصدق الدكتورة فائزة نفسها وهي تري شرطية تستقبلها في المطار وأن كانت لوحدها ولكن الدكتورة استسلمت للأمر وخرجت بصحبة النقيب رحمة والخوف يملأ أركانها ولكن الاستقبال كان جميل و ودي ولم تكن تعلم ، لماذا أخذتها إلى قيادة الشرطة بدلا من الذهاب إلى البيت؟!
النقيب رحمة محتارة من أين تبدا معها الحوار وكيف سوف تتلقي خبر موت زوجها،و بيد النقيب رحمة المدونة التي كتب عليها عبدالعزيز بخط يده انها حياته ، وأميرة بيته وفي اخر الورقة الاسم ممزق، و جلست الدكتورة وهي حائرة لا تدري ماذا يحدث ولكن صوت النقيب رحمة بدد حيرتها عندما قالت لها: لقد وجدنا عبدالعزيز مقتول وملقي جثة هامدة  . 

لم تصدق الدكتورة عندما علمت بخبر موت زوجها وقالت وهي في طور الاستغراب هل أنتم متأكدين أنه عبدالعزيز ،فهزت النقيب رحمة رأسها ايجابآ،وبكت الدكتورة، زوجها وخيم الوجوم والحزن على الاجواء انتبهت النقيب رحمة أن الموضوع سوف يفلت منها فقالت لها: هل تعلمين أن عبدالعزيز لديه زوجات آخر ،فنظرت إليها الدكتورة ببرود و قالت:اعلم وأزيدك شعرآ هن صديقاتي نعم صديقاتي لا تستغربين وانهارت الدكتورة وبدأت تتكلم قائلة:لست جميلة مثل نعمة أو منال، ولكني عرفت كيف ألفت انتباه عبدالعزيز إلي،انه يحبني أكثر من نعمة؛ تعرفين لماذا لأنني اسمعه لا أتكلم ولا أشكو فقط أسمعه،هو يشكو لي همومه وتعبه، وكأنني أمه ، ولست زوجته لذلك كان لا يستغني عني وعندما أراد الزواج بمنال شعرت بالغيرة نعم كرهتها ولكنني كتمت كرهي من أجل عبدالعزيز لا علم لي من أين تعرف عليها ولكني صدمت، وكانت صدمتي صامتة وعبدالعزيز من النوع الذي لا تعلم ردة فعله إذا اعترضت أو ربما لأنني تعودت أن أكون في ظله !
ومما زاد حيرتي وجنوني انها طلبت تطليق زوجته نعمة ولم تطلب تطليقي فقالت ساخرة: لأنها تعلم ان نعمة تضاهيها جمالا أن لم تفوقها،وأنا لست جميلة وبالتالي لا خوف مني
هكذا كان تفكيرها، استغلت النقيب رحمة حالة الانهيار الذي حدث للدكتورة فقالت لها: دكتورة لقد تأجل سفرك إلى دبي بضع ساعات أين كنت في تلك الساعات ،ومن ثم أشارت إلى الأوراق الممزقة التي بيدها وقالت:هذه الأوراق أليست بخط يدك وهنا فزعت الدكتورة وقالت :كيف عرفتي أنها بخط يدي!
أجابت النقيب رحمة :أولا أعطني جوابا أين كنت خلال الساعات المؤجلة من رحلتك ؟. ثم أضافت النقيب رحمة:دكتورة اي كذب أو تزييف لن يكون في مصلحتك أين كنت يا دكتورة ؟
انهارت الدكتورة تماما وقالت:كنت في فيلا عبدالعزيز خرجت من عنده في الساعة الرابعة عصرآ ولكني ثم سكتت قليلا وبدأ الحياء على محياها واضافت بعد تردد:اشتقت إليه فذهبت إليه قبل زفافه بساعة ولكن لم ادخل لقد وجدت لديه ضيف وجلست اكتب ،وسكتت الدكتورة ،ولكن النقيب رحمة قالت لها: تكتبين هذه الأوراق.
صحيح كلامي ولكن لا عليك أكملي
الدكتورة بدأت متوترة وخائفة.
رمت النقيب رحمة الاوراق من يدها واستقرت الاوراق على الطاولة، وقالت:ليس صحيحا
أنت ذهبت لكي ترمي الأوراق في غرفة عبدالعزيز وانت تعلمي أنه سيعود بصحبة عروسه إلى الفيلا وحال رؤية منال تلك الأوراق و توزيع الأموال والعقارات وأنها أجبرت عبدالعزيز على طلاق نعمة.
وايضا عملت حركة غريبة كتبت أن هناك امرأة يحبها وهي حياته واميرة بيته والاكيد سوف يجن جنون منال،وبجعلها تغضب في أول ليلة من زفافها وحرصت أن تكون المدونة تحت مخدة نومها مباشرة ،لانك تعلمين أن عبدالعزيز ينام في الجهة اليسار بحكم انك زوجته وحاولت الدكتورة أن تنكر تلك المعلومات وأكملت النقيب رحمة قائلة: لا تنكري فإنني أخذت خطك وذهبت به إلى خبير الخطوط عندنا فأكد لي أنه خطك طبعا تريدين أن تعلمي كيف حصلت على نموذج من خطك
وسكتت النقيب رحمة لتري تأثير كلماتها على الدكتورة ثم أضافت :ذهبت إلى منزلكم وقابلت والدتك .
وأدعيت بأنني زميلتك ونسيت دفاتري معك وانت أخبرتني أن أذهب الى البيت لانك مسافرة وامك المسكينة صدقتني فاعطاتني مجموعة دفاتر طبعا هي دفاترك وبخط يدك ، توقعت أنه أحدها هو الدفتر الذي جئت من أجله فذهبت به إلى خبير الخطوط و فادني بهذه المعلومة والآن ما قولك وبكت فائزة و هي تقول :نعم فعلت ذلك لكي أفهم منال أنني لست ضعيفة وارحب بها على طريقتي!
فهي استهانت بي لم تقدرني واعتبرت نعمة هي الخطر عليها؛ صحيح أنني لست جميلة ولكنني ذكية ؛ وبكت هذه المرة بغزارة وحرقة ثم قالت :ليس هناك فائدة من حرب الضرائر، فقد ذهب من كنا نحارب من أجله مات عبدالعزيز مات، ووضعت كلتا يديها على وجهها وبكت بكاء مريرا . 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى