تطوير الذات بيدك لا بيد عَمر

✍️د. خالد عمر محمد العمودي – المستشار الاداري و المالي :

مشكلة الرقابة العامة الداخلية بالجهة و الرقابة الذاتية لدى المنسوبين ليست فقط في القطاع العام بل في الخاص وهي الأكثر سوءاً .
المجتمع يعاني من تصرفات بعض موظفي القطاع العام الذين اثّروا في الفكر العام في المجتمع نتيجة ضعف الانتاج ، وعدم تقديم العون و المساعدة للمراجعين، و كيفية تسهيل المعاملات لهم، و لا ننسى الاسلوب غير المهذب في التعامل، و الاستقبال وعدم انتقاء الالفاظ الجميلة الرائعة ، والتخلق بآداب الاسلام وخاصة مع كبار السن. نعم قفزنا بفضل الله ثم بجهود كافة القطعات في انجاز الاعمال عبر المنصات الالكترونية التي سهلت كثيراً على المواطن ، ولكن هناك خلل بسيط من الصعب ان نقول شاسع ويعصب وضع مثال حتى لا نتهم بالتحامل عليهم ، وما نتمناه ان اي ملاحظات، علينا النظر اليها باهتمام و وضع الحلول الجذرية المناسبة نؤمن بالاخطاء وهذا من اسباب النجاح وفي المقابل المعالجة لتكتمل الأهداف المرجوة للمراجعين . والحمدلله هناك تطور ملحوظ و ظاهر من كافة الجهات وعلينا ان لا نهمل الملاحظات وامكانية زيادة في أيقونات البرامج لاستكمال المطلوب .
فليس مقالنا هذا اتهام الكل بل هناك فئة لا تزال متواجدة – بالرغم من وجود اجهزة الدولة متمثلة في جهاز الرقابة والتحقيق وهيئة الفساد – إلا ان هذه الفئة تعكس بكل اسف صورة غير لائقة للقطاعين العام او الخاص .
ان ما نفقده صراحة هو مراقبة الذات ناهيك عن المراقبة العامة لسير العمل اليومي حيث تصعب المتابعة المستمرة اذ لم يكن لدى الموظف مراقبة تنبع من داخله لمراقبة ذاته بنفسه في الانجاز .
فميزان الانجاز ضعيف عند بعض الموظفين و أصبح اشد ضعفاً ، والحكومة تسعى للتميز اسماً وفعلاً.
فرحنا كثيراً بالتحول الى النظام المؤسسي لكن لا زالت بعض الجهات تسير على النهج البيروقراطي المقيت،
والعمل بالإنتاج والإنجاز ضعيف ويظل العمل بالحضور و الانصراف هو السائد.
لذا مراقبة الذات لن تتطور عند الكثير رغم انها تعود على الموظف حاضراً و مستقبلاً بالخير كلما زاد تطوراً و اهتماماً .
إن فقدان المعاير الصادقة ، و المنافسة الشريفة ، والمكافآت المجزية لن تغير اي اهتمام لدى بعض الموظفين لتطوير ذاتهم الا من كان يسعى للنجاح ولو بعد أمد بعيد عندما يتوفر ميزان العدالة في المنظمة سواء عامه او خاصة .
نعلم و ندرك ان الفئة القليلة غير المهتمة بتطوير الذات تؤثر سلباً على المظهر العام للمنظمة بصفة عامة .
كنا نعتقد أن الواسطة اختفت ولكنها حقيقة لا زالت تدور باستحياء و ادب ورقي واحترام ….
ما أجمل أن تهتم كل جهة بزرع الثقة والانتماء للقطاع، و تكثيف الدورات فيما يعكس هذا الامر إيجابياً، وهناك الكثير من هذه الدورات في هذا المجال، وعلى الجهات المختصة وضع معايير واضحة، و القياس بمصداقية في النموذج العام للتقييمات السنوية دون المجاملات ، ووضع نصب العين دائماً المصلحة العامة للعمل في كافة القطاعات .
لقد ادركنا الاهداف المرجوة من وزارة الموارد البشرية في سير منهج الترقيات بدأً بالدورات التدريبية ليس فقط من معهد الادارة العامة بل من اي جهة قائمة معترف بها ومصنفة بالوزارة، مما تعكس هذه الدورات من اتساع الافق و لمس كل ما هو جديد و مناسب و مفيد خاص لنمو الذات ، و كذلك المشاركات في الأعمال التطوعية مما ينتج عنها النضوج الحسي من واقع الاحتكاك في بيئة بعيدة عن نمط العمل اليومي ، كما ان الاندماج في المجتمع له دور فعال تنمية وتطور الذات الشخصية للفرد ، واكتسابه الخبرات المتنوعة من هذه الاعمال التطوعية .

وبلمحة بسيطة و نظرة واقعية للرؤيا الموضوعة على الساحة والشاملة للأهداف السامية، نجد بين اسطرها بضرورة تطوير الذات لدى كل موظف/ موظفة بدون سن محدد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى