يحدثني أخي الصغير بدهشه

✍️بلقيس سالم العبرية : 

يحدثني أخي الصغير بدهشة
قائلا: “اختفى “الريموت”.”هو ليس إنسانًا فلماذا يختفي؟
هزتني كلماته
فمنذ أن قالها وأنا أفكر
لماذا يا ترى ربط إختفاء “الريموت” بالإنسان
ما الذي يقبع بداخلة ليقول هذه الكلمات العابرة
وحينما سألته أجاب قائلا بصراحة مطلقة:
“نحن من نخفي الأشياء التي لا روح لها ونحن نختفي أيضًا عن الأشياء التي نحبها.”
تذكرت كيف كان يختفي فجأة ولا نجده إلا بعد بحث طويل. وكم هو بارع في الاختفاء لدرجة أنه كان يسخر من جهلنا بمكانه قائلا: “كنت أسمع أصواتكم، بكائكم، صراخكم وحديثكم وأنتم تبحثون عني هنا وهناك. أحب أن أختفي دائمًا لأنكم تهددوني بأمي قائلين: “ستختفي من حياتيك لتترك وحيدا بيننا.”
وها أنا ذا رغم يقيني من حبها لي اختفي لتفهم مشاعري.
لماذا نختفي ونحن نعلم أن هنالك من يريد منا البقاء؟ لماذا نختفي ونحن نريد البقاء حقا؟
قد تتراكم الأشياء فينا حد أن لا نقوى على حمل ثقل حطامها. وحدها الأشياء التي نحبها تبقينا صامدين ومتماسكين.
هناك من يخفي مشاعره، استمع إليه فقد يختفي ظنا منه أن لا أحد له .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى