دموع على قارعة الخدين
✍️ أحمد محمد زقيل :
مري على البال واستشري بأفكاري
وصيّري كل معنى فيّ كالنارِ
وفجّري من عروقي أحرفاً ورؤىً
تسيلُ بينَ سطوري جريَّ أنهارِ
فيكِ اختزلتُ الأغاني وهي هائمةٌ
تحتاجكِ الانَ صوتا بين أوتاري
أحتاجكِ الآن ملء الفكرِ مُلهمةً
أحتاجكِ الان في صمتي وأشعاري
أحتاجك الان يا حبي الوحيد ويا
سحراً تغلغلَ في بوحي وإضماري
لولاكِ ما انبجستْ عينٌ بدمعتها
ولا تسرّبَ شوقٌ في دمي الجاري
فمنذُ أن بدأتْ عيناكِ تطرُقُني
طرقَ المشتتِ ليلاً منزلَ الجار
ومنذُ أن وقفتْ قدماكِ تنظرني
شرعتُ أقلعُ أبوابي وأسواري
تفضلي … قلتُ في شوقٍ وفي لهفٍ
والقلبُ دارُكِ أهلاً شمعةَ الدارِ
وعشتُ فيكِ حياةً لا نضيرَ لها
عيشَ السعادةِ في حبٍّ وإيثارِ
عشنا على شفةِ الأيامِ أغنيةً
للعاشقينَ على نايٍ وقيثارِ
وكنتُ أغرقُ في عينيكِ من ولهٍ
والسحرُ يضربُ رأسي ضرب إعصارِ
كانَ اشتعاليَ في خديكَ ملحمةً
وكنتُ أعبرُ فيها كلَّ أخطارِ
وكنتُ أثملُ بالشّفتينِ إن بسُما
ولاحَ بينهما برقٌ بأسحارِ
والآنَ تنحسرُ الأرقامُ هانذا
من جلِّ أرصدتي أحظى بأصفارِ
أفلستُ بعدَكِ لا نبضٌ ولا شجنٌ
وليس ثمة عطر بين أزهاري
تركت قلبي رهنَ الشوقِ معتقلا
بين الجوانح مبلـيّـاً بأقدار
جفّتْ عهودُكِ شحّ الوصلُ وانقطعتْ
عنكِ المسافةُ فاطوي أمرَ أسفاري
يا طفلةَ الشمسِ يا حبّي القديمَ كفى
هجراً فبعُدكِ أنهى كلَّ إصراري
هيا نُقارِبُ شطرينا على مرحٍ
نطوي المسافةَ مشواراً بمشوارِ
هذا الحنينُ أراهُ اليومَ مصَّ دمي
في كلِّ ثانيةٍ يأتي بتذكارِ
يظلُّ ينبش في الذكرى يُقلّبُني
على المواجعِ يُصلي أضلعي ناري
يكفي من الوجعِ الممتدِ ما احترقتْ
منه الحشاشةُ في جهري وإسراري
بالله لا تذري قلبَ المحبِّ سدىً
يذوي بصدِّكِ من ضيقٍ وأكدارِ
فلتحضنيهِ بحضنٍ دافئٍ نزِقٍ
أو تذبحيهِ وقدْ خُيّرتِ فاختاري