انَا لَسْتَ غَنَاءً ..

الشاعر طه عثمان البجاوي / تونس : 


انَا شَاعِرٌ ..
انَا لَسْتُ تُونِسِي
فَقَطْ تُونُسُ وَطَنِيٌّ
فِيهَا تَوَطَّنَتْ
انَا كُلَّ الْعَرَبِ بُلْدَانِي
وَلَا تَعْنِينِي الْحُدُودُ
سِوَى كَوْنِهَا نَزْقَ
مَرْسُومٌ عَلَى وَرِقٍ
انَا شَاعِرُ كُلِّ الِاوِطَانِ
وَالْبَيْتُ الْوَاحِدُ فِي الشِّعْرِ لَا يَرْوِينِي
انَا صَرْخَةَ الْعَرَبِي عَلَى الظُّلْمِ
انَا الْفَزَعَ
انَا لَسْتُ كَلَاءَ
وَلَا نُحَاةَ كَلَامٌ
فَقَطْ انَا الشَّمْسُ فِي وَطَنِي
انَا الْحُبُّ الْعَرَبِيُّ
فَهَلْ تُذَكِّرُنِي ايَّهَا الْعَرَبِيُّ
مِنْ غَزْوَةِ احْدٍ … كُنْتُ ارْمُقْكَ
تَارِيخًا اكْتُبْكَ
وَقَبْلَهُ الْخَنْسَاءُ كَانَتْ تَرْثِينِي
وَعَنْتَرَةُ وَعُمَرُ وَكُلُّ سَادَاتِ الشَّعْرِ
وَكُلُّ الصَّحْرَاءِ تَعْرِفُنِي
فَهَلْ تَتَنَكَّرُ لِي يَا زَمَنُ
وَكُنْتَ انَا فِيكَ انَا الزَّمَنَ
انَا الْقَهْرُ ..
ابُو الْعَلَاءِ جَالَ فِي شِعْرِي
حَتَّى رَقَصَ
وَقَالَ ايْنَ امَّةُ الْعَرَبِ
ابُو الطَّيِّبِ
جَالَ خَاطِرَهُ بِكُلِّ اهَاتِي
فَظَنَّ النَّاسُ اهَاتِهُ كَانَتْ فِينَا تَتَنَدَّى
قَالَ فِي حُزْنَ
هَلَّا الرُّومُ لَازَالَتْ تَسْكُنُكُمْ
وَهَلَّا رَحَلُوا
امِ انْكُمْ فِيهِمْ صِرْتُمْ كُلَّ يَوْمٍ تَرْتَحِلُوا
وَشَوْقِي قَالَ عَنْ مِصْرَ يَوْمًا
نَعَمْ نَحْنُ الْحَضَرُ
وَنِزَارٌ شَاعِرُ الْحُبِّ وَقُدِّيسُ الْغَزْلِ
قَالَ سُورْيَا ارْضُ النُّورِ وَالْعَجَبِ
الَمْ تَسْمَعُ السِّيَابَ
مَاذَا قَالَ عَنِ الْعِرَاقِ
مَهْدُ الْكُتُبِ
بتونس كَانَتْ لَنَا قِصَّةٌ مَعَ الْمَجْدِ
هُنَاكَ وَلَدُ الِاحْرَارِ
وَعَانَقَ خلدون فِيهِمْ
الْقَمَرُ
وَجَزَائِرُ سِحْرِ الَاكْوَانْ
انَا الْجَزَائِرُ
ارْضِ الشُّمُوخِ
لِلْغَازِي قَالَتْ لَهُ
انَا لَكَ الْقَهْرُ
انَا لَسْتَ غَنَاءَ
انَا شَاعِرُ الَاوِطَانِ
انَا الْعَرَبِيُّ
فَهَلْ تَعْرِفُنِي

Related Articles

Back to top button