صَدَفة

قصة قصيرة

✍️ أحلام أحمد بكري:

سقطت عيني بالصُدفة على حافة شاطئ البحر وبين الرمال الناعمة والأمواج الرقراقة على صَدَفة ، اقتربتُ منها ثم انحنيت لها بكامل روحي قبل جسدي ، مددتُ يدي مُلتقطة إياها بكل وداعة وحب..
نفضتُ رمل السنين عنها بفمي وقلبتها بين يدي باحثة عن مكنونها ، ثم أدنيتها من شفتي موشوشة لها قائلة :
مكنون خاطري المكسور ؛ هل من جبرٍ له..؟!
و البهجة التي غادرتني ، أتعود يوماً..؟!
والبسمة الحقيقية على ملامح صدري قبل وجهي ، أفلَ ضهورها منذُ زمن طويل ، أتطرقُ بابي يوماً..؟!
ولن أسأل عن خيبات الزمن لأنهُ بريء ، فهي من صُنع البشر ، هلّا تُمحى..؟!
والسماء مازالت ذات نقاء ، أم لوثتها الظنون..؟!
وأين أجد الأمان بعد الأرواح المغادرة..!؟
.
تحركت بين يدي وقالت :
على رسلك تمهلي..!
قلتُ بفزع : تسمعين ما أقول..؟!
قالت : نعم ، ولا أفقه شيئاً آخر غير الإنصات وبعضاً من الكلمات ؛ علّها تشفع و تشفي..
اجعليني بالقرب من مسمعيك لأقول لك أمراً..
قلتُ : تفضلي أيتها الصَدَفة..
قالت :
الخاطر المكسور جبرهُ بين يدي الرحمن..
البهجة ستعود عند فتح الطريق لها من جديد..
بالرضى والتراضي نبتسم..
بالأمل نمحو الخيبات..
نقاء السماء بجلاء البصيرة قبل البصر..
يكمُن الأمان في يديك ، لذا تمسكِ بي جيداً..
……………….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى