[فَضْلُ التَّوَاضُعِ وتَرْكِ التَّعَاْلِي عَلَى النَّاْس
كاتب المقال :
أ. مُحَمَّد بن غُرم الله بن مُحَمَّد الزَّهراني .المَدِيْنَةُ النِّبَوَيِّة
الحمدُ للهِ علَى نِعمَةِ الإسْلاَمِ والقُرآنِ والسُّنَّة ، والصَّلاةُ والسَّلامُ علَى نبيِّنَاْ مُحمَّدٍ سيِّدِنا وخَاتَمِ النَّبِيِّيِّنَ وإماْمِ المُرسَليْن، وعلَى آلهِ وصَحَاْبَتِهِ الأَجِلآء الكِرَاْم وعلَى التَّابعيْنَ ومَنْ تَبِعهُم بِإِحسَانٍ إلى يَوْمِ الدِّين ؛ أمَّابعد:
قالَ الإمامُ ، أبو حامدٍ الغزالي رحمه الله تعالى:((ينبغي لكَ أنْ تعلمَ أنَّ الخيرَ مَنْ هوَ خيرٌ عند الله تعالى في دَاْرِ الآخِرَة ، وذلكَ غيبٌ ، وهو موقوفٌ على الخَاتِمَة ؛ فاعتقادُكَ في نفسِك أنَّكَ خيرٌ من غيرِك جهلٌ محض، بل ينبغي ألَّا تنظرَ إلى أحدٍ إلا وترى أنه خيرٌ منك، وأنَّ الفضل له على نفسك، فإنْ رأيتَ صغيرًا قلت: هذا لم يعصِ الله تعالى وأنا عصيته، فلا شك أنه خير مني ، وإن رأيتَ كبيرًا قلتَ هذا قد عَبَدَ الله تعالى قبلي،فلا شك أنه خير مني ، وإن كان عالمًا قلتَ: هذا قد أعطى ما لم أعط، وبلغ ما لم أبلغ، وعلم ما جهلت؛ فكيف أكون مثله، وإن كان جاهلًا قلتَ: هذا قد عصى الله تعالى بجهل، وأنا عصيته بعلم؛ فحجة الله تعالى عليَّ آكد، وما أدري بم يختم لي وبم يختم له؟! وإنْ كان كافرًا قلتَ: لا أدري، عسى أنْ يُسْلِمَ ويُختمَ له بخير العمل، وينسل بإسلامه من الذنوب كما تنسل الشعرة من العجين، وأما أنا – والعياذ بالله تعالى – فعسى أنْ يضلني الله تعالى فأكفر فيختم لي بشر العمل؛ فيكون غدًا هو من المقربين، وأنا أكون من المبعدين،ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم)) انتهى.
أنظر (كتاب بداية الهداية لأبي حامد الغزالي، ص: ٦٠) .