حكاية أمل

خلقت المرأة لكي تبدع الفصل الرابع ( حسين فهمي )

✍️د. فايل المطاعني :

نشعر الأمان عندما تلتقي المرأة بالرجل الذي تبحث عنه. لقد عشت فترات طويلة في خوف.خوف من الزواج والتقاليد وايضا خوف من ذاتي ، وهنا ذهبت امل إلى صندوق ذكرياتها فأخرجت صورة لرجل وبجانب الصورة وردة قد ذبلت وقنينة عطر وأخذت تلمس الوردة بحنيه وتقرب ما تبقي من قنينة العطر من أنفها . واثار ابتسامة باهتة قد رسمتها على وجهها الذي غيره الزمن وبدأت تجاعيد الأحداث وليست السنين قد لعبت فيه وغيرت الكثير من ملامحه. وكتبت بالقلم الاحمر وهي تبتسم

( حسين فهمي)
ما الذي يدفعني لكي اسرد حكايتي واجعل نفسي عرضة للانتقاد، والقسوة أن تتحول الى قاضي ومتهم في نفس الوقت ربما لوكان القاضي شخص آخر كان وجد لك عذر بل ألف عذر لكي يخفف عنك الحكم ولكن عندما تكون انت القاضي والمتهم فسوف تحكم على نفسك بالاعدام وبلا رافه ، هناك رغبة تدفعني لكي للحديث عن حبيب عمري،او الرجل الذي أحببته واخذ اجمل سنين حياتي
شاب وسيم ذو عينان جميلة وشعر ناعم يميل إلى الشقار وكأنه حسين فهمي.
حبيبي كنت اسميه حسين فهمي وكان يتضايق ويغار من هذا الاسم ولكني كنت أصر على هذه التسمية يكبرني بعام واحد فقط، بداية الأمر كانت احاديث عادية ولكن كأي امرأة أحسست بنظراته تخترق قلبي ،حاولت أن تجاهل نظراته ، لعدة أسباب ومن أهمها ان زوجي يكون عمه ولكن لم استطيع لقد سيطر علي وبكل بساطة وذلك لسهولة دخوله منزلنا وباي وقت وحجته دائما جاهزة أنا مشتاق اليك ايها العم الطيب ومن وراء اشتياقه نظرات تكاد تخترق جسدي وتلامس احساسي المشتاق إلى رجل اي رجل فما بالكم بهذا الشاب الوسيم (حسين فهمي)

لا اعلم لماذا كان هذا الشاب محور اهتمامي ،نعم لقد كنت اهتم به دون أن اجعله يلاحظ اهتمامي،لقد جعل مني امرأة وهنا سمعت طرق خفيف على الباب وقبل أن تجيب اخذت تخفي الصندوق وتضع الأوراق في الدرج وتحكم إغلاقها وكأنها خافت أن أحد يعرف ما تكتب ،لم تكن على استعداد أن تخسر سمعتها التى جاهدت طوال تلك السنين لكي تكون امرأة صالحة .
ولكن الطارق لم ينتظر طويلا ففتح الباب بعد يأس من الرد قائلا
الضيف: انا اسف نسيت انك هذه الأيام لا تضعي السماعة على أذنيك
فضحكت أمل التى كانت تضع السماعة ولكنها تدرك أنها تكتب قصة حياتها وإذا علم أحد من المحيطين بها ما تكتبه لن يغفر لها أحد تلك الجراءة
وركضت أمل لكي تحتضن شقيقها الأصغر الذي لم تراه منذ فترة ليست بالقصيرة ، وفي سرها تقول
امل:يا الهي اذا اخي خفت أن يطلع على ما اكتب فما بال من سيقرأ هذه الحكايات ماذا سيقول ؟
ولكن بعد دقائق استردت هدوئها
و جلست مع أخيها قرابة الساعة يتحدثوا في أمور حياتهم
استأذن أخيها قائلا : سوف نلتقي على العشاء فأنا متعب جدا ،وهزت امل رأسها موافقة على رأيه
وبعد أن خرج أخرجت أوراقها التى كانت بمثابة قنبلة الموقوتة اذا حد علم بما تحوي وكتبت امل :شعرت بالخوف الشديد أن يري اخي ما اكتب ، و أدركت خطورة ما اكتب، وسؤالي هو ما الذي جعلني اخرج ما كنت اكتم منذ فترات طويلة لكي ابوح به وعلى الملا، والان بالذات ؟لماذا الان اجلد نفسي الا يكفي أن الجميع أطلق النار علي ولم يكلفو أنفسهم سماع دفاعي
وهنا رنت كلمة دفاعي رنين الهاتف
وقالت وعلامة الانتصار تظهر في لمعة عينيها.
نعم أنا اكتب لكي للدفاع عن نفسي انا اكتب بإحساس امل ولن ارحم نفسي لذلك سميت هذا الجزء المحاكمة والان لنبدأ المحاكمة
المتهم الأول
زوجي سعيد
المفروض أن يكون مصدر الأمان بالنسبة اللى ولكن للاسف كان عكس ذلك تمام ،نعم هو المسئول الأول عن انكساري والذل الذي عانيت وضعفي
باختصار لم اتزوج رجلا. ولا اريد أن أطلق عليه اسم اخر يكفي ما قلته عنه يكفي وركضت إلى النافذة تنتظر والدتها تأتي للاطمئنان عليها ….يتبع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى