قصة طرد من العمل
عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون
من لطيف الحكايات أنه التحق شاب أمريكى يدعى (والاس جونسون) بالعمل في ورشة كبيرة لنشر الأخشاب، وقضى الشاب في هذه الورشة أحلى سنوات عمره، حيث كان شابا قويا قادرا على الأعمال الخشنة الصعبة، وحين بلغ سن الأربعين وكان في كمال قوته وأصبح ذا شأن في الورشة التي خدمها لسنوات طويلة فوجئ برئيسه في العمل يبلغه أنه مطرود من الورشة وعليه أن يغادرها نهائيا بلا عودة …!
في تلك اللحظة خرج الشاب إلى الشارع بلا هدف وبلا أمل، وتتابعت في ذهنه صور الجهد الضائع الذي بذله على مدى سنوات عمره كله، فأحس بالأسف الشديد وأصابه الإحباط واليأس العميق وأحس كما قال؛ وكأن الأرض قد ابتلعته فغاص في أعماقها المظلمة المخيفة، فقد أغلق في وجهه باب الرزق الوحيد، وكانت قمة الإحباط لديه هي علمه أنه وزوجته لا يملكان مصدرا للرزق غير أجره البسيط من ورشة الأخشاب، ولم يكن يدري ماذا يفعل…؟
ذهب إلى البيت وأبلغ زوجته بما حدث، فسألته زوجته: ماذا نفعل…؟
فقال: سأرهن البيت الصغير الذي نعيش فيه، وسأعمل في مهنة البناء.
وبالفعل كان المشروع الأول له هو بناء منزلين صغيرين بذل فيهما جهده، ثم توالت المشاريع الصغيرة وكثرت وأصبح متخصصاً في بناء المنازل الصغيرة، وفى خلال خمسة أعوام من الجهد المتواصل، أصبح مليونيراً مشهورا إنه (والاس جونسون) الرجل الذي بنى سلسلة فنادق (هوليدي إن)، الذي أنشأ عدداً لا يحصى من الفنادق وبيوت الاستشفاء حول العالم.
يقول هذا الرجل في مذكراته الشخصية: لو علمت الآن أين يقيم رئيس العمل الذي طردني لتقدمت إليه بالشكر العميق لأجل ما صنعه لي، فَعندما حدث هذا الموقف الصعب تألمت جدا، أما الآن فقد فهمت أن الله شاء أن يغلق في وجهي باباً “ليفتح أمامي طريقا” أفضل لي ولأسرتي.
دوماً لا تظن أن أي فشل يمر بحياتك هو نهاية لك، فقط فكر جيداً وتعامل مع معطيات حياتك وابدأ من جديد بعد كل موقف، فالحياة لا تستحق أن نموت حزناً عليها فباستطاعتنا أن نكون أفضل، وتذكر قول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم).