رحلة في مدينة غنيم

 

على بعد حوالي 140 كم من القاهرة وتحديدا في أجمل محافظات مصر ـ وكلها جميلة ـ حيث مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية يتواجد مركز المسالك البولية و الكلى العالمي التابع لجامعة المنصورة ، دائما يقال في الأمثال ” ليس من رأى كمن سمع ” ، أتحدث إليكم من داخل هذا الصرح العملاق ، إنه شيء أشبه بالمعجزة التي تجسد على أرض الواقع يكاد لا يصدقها عقل إلا إذا كتبت لصاحبه الظروف ـ لا قدر الله ـ أن يتعايش في هذا المكان لوقت قليل ليخرج بعدها حامدا شاكرا أنعم الله ، ولعرف قيمة المقولة ” الوقاية والغذاء السليم الخالي من المواد الحافظة خير من العلاج ”

إذا أردنا أن نعرف قيمة هذا الصرح العظيم تعالوا بنا نطوف حول الأرقام والتصنيفات العالمية التي دونت بشأنه ، فقد حصل المركز على المرتبة الأولى على مستوى العالم فيما يتعلق بأمراض الكلى والمسالك البولية حيث تخطى مركز سان فرانسيسكو بالولات المتحدة الأمريكية وذلك منذ عام 2015 إلى الآن

وقبل ذلك ظل محتفظا بالتصنيف رقم 2 على مستوى العالم فيما يتعلق بأمراض الكلى والمسالك لأعوام طويلة

إن جامعة المنصورة ـ عاصمة الطب ـ نموذج فريد في كل الجامعات والأقسام والفروع ، فضلا عن ذلك إنها تحتل الصدارة كونها من أفضل ألف جامعة على مستوى العالم في تصنيف 2024 ، وتحتل المركز الرابع لعام 2024 في تصنيف الـ ( ) والأول على مستوى الجامعات المصرية ، والثامن عشر على مستوى جامعات الوطن العربي ، غير ذلك تتصدر أبحاثها المجلات والصحف العلمية التي يرأسها أفضل محكمين على مستوى العالم في كافة التخصصات ، وحصول أصحابها على المراكز الأولى في السنوات الأخيرة على أفضل مائة بحث على مستوى العالم كأبحاث ليس لها نظير .

أكتب لكم من أرض الواقع وقد قُدر لي أن أنال شرف الصلاة اليوم ـ صلاة الجمعة ـ مع الدكتور محمد غنيم الذي يتواجد يوميا يتابع العمل والعلم عن كثب بين جنوده الذين يعملون من أجل شعار ” مدينة طبية عالمية على أرض مصرية ”

الدكتور غنيم يوقر الكبير ويحترم الصغير وفي ذات الوقت له هيبة باحترام في نفوس كل المتعاملين معه ، وقد قابلت مريضا أصلب من الفولاذ ، قام بزراعة الكلى على يد الدكتور غنيم منذ ثلاثين عاما ويعلم الله أنه لم يمرض منذ ذلك الحين ، لله درك أيها الشيخ الطبيب ، أخبرنا بالله عليك عن سر هذا النجاح بل سر المحبة الطاغية من الناس لك ، حقا من أحبه الله حبب فيه كل خلقه .

تشعر في أول لحظة تطأ قدماك أنك في أفضل مشافي أوربا ؛ حيث إنك في داخل هذا المبنى الأنيق تشعر بالسعادة وراحة البال ، يفد إليه الرؤساء و الوزراء والسفراء وكل أبناء الجاليات الإسلامية والدول العربية وكل أقطار الدنيا يأملون في العلاء في هذا الصرح الذي ملأ الأسماع كلها تسبقه السمعه الطيبة يتلقون الكشف والعلاج بالمجان لكل فئات الشعب

الدكتور غنيم يقود هذا الصرح العظيم يعاونه كوكبة من الأطباء الأجلاء العظام أمثال الأستاذ الدكتور أحمد بيومي شهاب الدين ، الأستاذ الدكتور أحمد شقير الأستاذ الدكتور أشرف طارق حافظ والأستاذ الكتور حسن أبو العنينصاحب المهارة البالغة في زراعة المثانة ، الأستاذ الدكتور أحمد الرفاعي في مستشفى الأطفال ولا ننسى الأستاذ الدكتور باسم صلاح الدين وديع صاحب المهارة

كما يتواجد في مركز جيهان بالعيادات الخارجية فريق طبي متخصص في كل المجالات والأقسام فقد تعاملت مع الأستاذ الدكتور أحمد يحيى ، والدكتور الحديدي ، والدكتورة نور زوجة الأستاذ الدكتور أحمد حسني ، والدكتور طارق الدياستي و الدكتور أشرف فودة وغيرهم الكثير أصحاب الصيت والعلم ممن لم يحالفني الحظ والفحص على يديهم سوى أنني سمعت عنهم فدعوت لهم ، وفي مركز جيهان ، العيادات الخارجية ، حجز عن طريق الانترنت ، أفضل خدمات أسرع استشارة

قادتني قدماي للدخول إلى قسم الطوارئ في مدينة غنيم وحالفني الحظ في دخول قسم 2 أ بالدور الثاني هناك راحة للمواطنين بطريقة علمية استقبلني معالي الدكتور معتصم السيد طبيب صاحب بشرة بيضاء ضحكة صافية من القلب يحفظ عن ظهر قلب حالة كل مريض ، والأجمل أنه يتعايش معها

الدكتور الحديدي كما يحب أن ينادى بلقبه له قلب طيب لا يتكلم كثيرا لكنه متمكن من أدواته يعرف كيف يضيف في اللحظة الحاسمة وغيرهم في باقي الأجنحة لم أتعامل معهم خاصة في قسم السيدات ، أحمل معي شهادات ميلاد لهم سجلت كل ما قاله المرضى عنهم وسيكتب التاريخ كيف صبروا وثابروا من أجل أن يكون هذا الصرح عالميا ، تحية من القلب خالصة لهم وعلى رأسهم الدكتور محمد غنيم

أبهرني أداء دكتورة آلاء والدكتورة إسراء الطبيب المقيم والدكتور أميرة ، أبهرني يقظة العين والعقل فيهما وارتعاشة أيديهما ، كأنهما في امتحان يومي عند عرض

أجمل ما يتميز به مركز غنيم أنه لا يوجد فيه مجال للوساطة أو دفع الرشى ، كل شيء يتم بالدراسة والتحليل الدقيق لا دخل للإنسان فيه والأولوية للحالات القصوى ولأنني مررت بتلك المعاناة وعايشتها بنفسي أياما كثر ، رأيت بأم رأسي ما يفوق خيالي أو استماعي عما يقال عن هذا الصرح العظيم ، كانت أصابع الاتهام موجهة إلى الدولة وتقصيرها ولكن قلت في نفسي لقد جانب كثير من الصواب في هذا المنحى ، وفي هذا الاطار أوجه الامتنان والتقدير للسيد عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية الذي وفر لي ولغيري كل هذه الإمكانيات المهولة التي لا طاقة لنا بتحمل نفقاتها أنا وغيري من المرضى في هذا الصرح العظيم

الطفل محمد محمود الرئيس ، الطفل حسن مصطفى ربيع الأخرس ، عمر سعيد طايل مدرس اللغة الإنجليزية ، وطالب الثانوية العامة زياد عماد صلاح الدين من المنوفية ، وعن يميني التوأم المتبرع

من هذا الصرح العظيم أحلم بأن يكون في كل مراكزنا هذا التخصصص الدقيق النادر أمثال مركز د ياسين عبد الغفار في الكبد ومركز الدكتور مجدي يعقوب في القلب ، مركز الدكتورة نادية الأنصاري ـ رحمها الله ـ والتي قدمت لبلدنا الكثير كأول صرح تعليمي تخصصي دقيق ، و يأتي دكتور محمد غنيم الذي حمل المسئولية على عاتقه للوصول إلى هذا المستوى العالمي المبهر والوصول بنسبة النجاح إلى مائة بالمائة في زرع الكلى ، والأستاذ الدكتور حسام موافي أستاذ الحالات الحرجة بطب قصر العيني وغيرهم الكثير ممن يعملون في صمت دون أن نسمع دويا لهم

وأنا في داخل مدينة غنيم

أحب أن أتوجه بالشكر للجنود المجهولة بأقسام التحاليل والأشعة والعناية المركزة التي تعمل من خلف الجدران في صمت ، خلية نحل تعمل ليل نهار نتائج علمية حقيقية لا تجد لها نظيرا في الخارج ويقدمون النتائج بأنفسهم معالي الدكتور محمد أبو الغار ، الدكتورة هالة زياد ، والدكتور أحمد هشام و الدكتور أشرف فودة والدكتورطارق الدياستي صاحب جائزة الدولة التقديرية ، و الأستاذ الدكتور أحمد فاروق البنا العالم الشاب صاحب القيادة الواعية رئيس قسم الكلى والباطنة ومعه رجال من حديد وفريق عمل يشار إليه بالبناء ، وفي قسم المسالك والجراحة تعزف سيمفونية جديدة تتلاحم مع تلك على رأسهم د أحمد مصباح رجل الحق والعلم العالم العبقري يساعده اساتذة أجلاء لا يعرفون للفشل طريقا تقودهم عناية الله ، وقد ذاع صيت كثير من الأطباء سمعت عنهم من خلال مرضاهم كلاما من القلب لا يكاد يكفيهم حقهم من الشكر والامتنان الأستاذ الدكتور صبحي محمد ، الدكتور مدين ، الدكتور بدير ، الدكتور ياسر عثمان ، كلهم عباقرة في علم الجراحة

في هذا المكان تتعلم وترى بعينيك كيف تتم زراعة الكلى على يد أطباء مهرة وعلماء يعملون كفريق عمل يتحاشون الأخطاء يدفعهم الأمل في رحمة الله ، طريقهم العلم ، أصحاب قلوب رحيمة ، يؤدون رسالتهم على أكمل وجه ، عطاء بلا حدود في مدينة غنيم ، لا ينتظرون ثناء من أحد هم ورود فواحة وبلابل صداحة وغيث يهطل بالخير

وفي قسم التمريض كنت محظوظا بحناح 2أ وآنست روحي ملائكة الرحمة الذين يقدمون أفضل خدمة طبية بعلم وذوق يشعرك بالشفاء قبل الدواء يعملون بدافع من الضمير الإنساني والحفاظ على هوية المركز ، هم الأداة الفاعلة لتعليمات الطبيب لما فيه صالح المريض

تحية شكر وتقدير لشيخها المخضرم وعملاقها وعالمها المتحضر الدكتور محمد غنيم صاحب هذا الصرح والمدينة الفاضلة

من قلب الحدث كان معكم

شريف محمد الأزهري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى