القلم بريد القلب

✍️أسماء بامخالف_ سلطنة عمان :

القلم من الأشياء المقدسة التي تذكرنا بخطواتنا الأولى للتعلم وكتابة دروسنا.

القلم الرفيق الأول لتعلم الكتابة فهو يرافقنا منذ الصغر ومنذ نعومة أظفارنا، قبل أن نفهم ونعي معنى الكتابة، وأول ما تعلمناه كيفية الإمساك به، وكثيرا ما نتأمل ونفكر حين نمسك بالقلم و يتبادر إلى أذهاننا ماذا نكتب ؟ كيف نسطر أحلامنا وأمالنا؟
فالبعض انتهت حكاية القلم لديهم مع إنتهاء دراستهم وربما يرافقهم في عملهم لغرض معين والبعض الأخر أصبح القلم رفيق دربهم لاغنات لهم عنه، كما أصبح رفيق دربي عندما تخطيت بالعمر أصبح رفيق مشاعري أخط به ما يجول بخاطري وما تخفيه نفسي و مشاعري المتأججة وأحاسيسي المرهفة فهو في الفرح رفيق. وفي الحزن أيضاً يواسي أحزاني.
فهو كالسفينة التي تسافر بي إلى البعيد، وتقطع مسافة لتصل إلى ما أشعر به في خاطري .

و عندما تسألني ماهي حكايتك مع القلم؟

اقول لك: إن القلم مفعم بالأحاسيس والمشاعر مالا تملكه بعض القلوب ، صحيح أن القلم جماد لكن حين يسطر لنا ما يخالجنا بصوت صريره عند الكتابة وما يخطه من حروف وكلمــات قد تعجز بعض الأفواه عن النطق به .لذلك بإمكاننا أن نطلق على القلم العقل و الفكر ، لأن هو من يحرك كل الأحاسيس الإبداعية في الإنسان، ويترجم العلم الذي تعلمناه وكذلك الثقافة التي اكتسبناها في حياتنا سواء من القراءة أو المواقف التي تصادفنا في يومنا أو من دروس الحياة.

فهو أيضاً ترجمان للأحاسيس والمشاعر، فعندما يكتب كلمة البداية يحلق بي باطمئنان كالطائرة يسافر بي كل يوم إلى عالم ليس هناك أروع منه وأبعثر أوراقي في مجالات عدة.
لذلك قلمي هو الحلم والواقع، الماضي والحاضر والمستقبل.
هو نسيم الصباح وهمس المساء هو أمنياتي التي تتجسد بثقه عند هذيانه فهو ينتمي لي كإنتمائي لوطني فأعشقه كعشقي لسعادتي وأحبه كرعشة فؤادي من الشوق
لذلك هو مرآتي التي تعكس شخصيتي فيشعرني بذاتي وكياني وهو أيضاً ينبوع دموعي التي تتدفق حروفا فتنساب من فوهته كلمات تبث الفرح حيناً والحزن احياناً أخرى، فيصبح هو الترجمان لحكايا لم أتحدث بها وبوح عجز اللسان عن وصفه فهو صديقي الوفي حين يغيب الأصدقاء أودعه أحلامي وأشاركه أمنياتي، فالقلم هو اللسان الصامت الذي يترجم ما يدور بين الحنايا وفي مدارات الفكر
وهو القوة الداعمة أوقات الحزن وأيضًا لسان الفرح أوقات فرح.

ومع ذلك كم تنازعنا الليالي بيننا تارة يستجيب فننتج قصيدة تناجي الحبيب أو رواية تروي
حكاية عشق وطن، وتارة أخرى يحجم فتتحجر الحروف على فوهته كأن لا مداد له، حينها أتلهف على نزفه للحروف عندما تسيل من فوهته وتنثر عبير شذاها على صفحات أوراقي لتعطرها بأجمل الكلمات.

وبذلك أعترف اني اعشق القلم ولاكن لست وحدي من يعشقه ، لأن الموهبة ليست حكرا عليَّ ، فالكثير غارق بعشق المحبرة و الورق، فهناك أقلام حينما تكتب كأنك تقطف الورد من بستان قد فاح عبيره من شخصية فذة في الإبداع و حسن المظهر بالأخلاق فنحنُ نرسم على محيانا ابتسامة رضى عندما نتذوق بصدق مداد حروفهم لذلك العشق شعور لا يحسن الإحساس به إلا من عرف القلم ونبضه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى