اليوم الوطني للكشافة الإسلامية الجزائرية تحت شعار “الكشفية دوما في خدمة الوطن”

كمال فليج _ الجزائر


تحيي الكشافة الإسلامية الجزائرية يومها الوطني المصادف لـ27 مايو من كل سنة تحت شعار ”الكشفية دوما في خدمة الوطن” لتواصل بذلك هذه المنظمة مهمتها النبيلة في تربية الأجيال الصاعدة وفقا للمبادئ والقيم الثابتة للهوية الوطنية.

 وبالمناسبة, تنظم الكشافة الإسلامية الجزائرية يوم السبت تجمعا وطنيا بالقاعة البيضاوية (الجزائر العاصمة), موازاة مع تسطير برنامج ثري يشمل تنظيم عدة مهرجانات ونشاطات عبر كامل التراب الوطني.

ويأتي الاحتفاء باليوم الوطني للكشافة الإسلامية الجزائرية الذي أقره رئيس الجمهورية سنة 2021, في سياق تخليد مسار الحركة, والتي تعد جزءا من الذاكرة الوطنية, حيث عملت منذ تأسيسها على غرس قيم حب الوطن لدى الناشئة و تعزيز روح العطاء والتضامن لدى منتسبيها.

وتحقيقا لهدفها بأن تكون جبهة أخرى للدفاع عن المصالح العليا للوطن, تعمل الكشافة الإسلامية الجزائرية, على توسيع قاعدة منتسبيها, مع موائمة مضمون نشاطاتها وفق تطلعات وآفاق متأصلة مع ثوابت الأمة.

وتندرج دعوات هذه المنظومة لفئتي الأطفال والشباب للانخراط في صفوفها, ضمن مسعى الرقي بالعمل الجواري والتوعوي الذي تقوم به الى مستويات أعلى, سواء على مستوى الأفواج والمحافظات الولائية, ناهيك عن ترسيخ سلوك المواطنة لدى هذه الشريحة.

و يعد ترسيخ هذه المبادئ, امتدادا تاريخيا لعمل الحركة الكشفية التي ساهمت بشكل فعال في إعداد رواد الحركة الوطنية, التي زودتها الكشافة بجيل من أبناء الجزائر المتشبعين بالقيم والمبادئ الوطنية التي حاول المستعمر الفرنسي طمسها, وهي من مر بصفوفها عدد من أبطال الثورة التحريرية من أمثال الشهداء العربي بن مهيدي, زيغود يوسف وديدوش مراد, و مشاركة عدد كبير من أعضائها في مظاهرات 8 مايو 1945.

وتعكس تطلعات الكشافة الإسلامية الجزائرية اليوم في المساهمة في مسار بناء الجزائر الجديدة, من خلال مواصلة دربها التاريخي الأصيل, إذ كانت في الطليعة في كل مسارات الوطن, مستلهمة من نضال مؤسسها الشهيد محمد بوراس.

و يعد الشهيد بوراس الذي ولد بمدينة مليانة يوم 26 فبراير 1908 مؤسس فوج “الفلاح” بالقصبة, أول من دعا جميع الأفواج الكشفية المستقلة على مستوى الوطن إلى الاتحاد وتشكيل تنظيم وطني موحد, لتلبي مجمل الأفواج نداءه في يوليو 1939 بالحراش, حيث تم تأسيس الكشافة الإسلامية الجزائرية كمنظمة وطنية وانتخب المؤتمرون محمد بوراس رئيسا لها.

وكان محمد بوراس الذي أعدم من قبل الاستعمار الفرنسي في 27 مايو 1941 مدرسة حقيقية في النضال من أجل استقلال الجزائر وهو مؤمن بأن ذلك لن يتحقق إلا بشعب واع ومسلح بقيم العلم والمعرفة والتربية.

وشكل يوم إعدام البطل صاحب شعار” كن مستعدا”, تاريخا لبداية أحداث شكلت نقطة تحول في نضال الشعب الجزائري, أولاها أحداث 8 مايو 1945 ثم يوم الفاتح نوفمبر 1954 تاريخ اندلاع الثورة التحريرية المظفرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى