مماطلة وإنجاز

✍️عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون :

لنتعرف على خطوات الإنجاز في كل عمل حتى نعرف أين نحن كمماطلين، فكلنا نعلم أن إنجاز أي عمل يتطلب تخطيط مسبق يتبعه عمل أو تطبيق، والمماطلون يحبون التخطيط ومبدعين فيه، وخاصة الذي فيه بنود كثيرة وليس فيها تفاصيل وكلها عموميات، وعند كتابتهم للخطة يعصرون مخهم في المهام التي نسوها ليضيفوها للقائمة، والنتيجة معروفة، فسينشغلون بإضاعة الوقت في مشاهدات ولعب ومسلسلات، ولكن العمل والتطبيق هو الأهم، فالموضوع ليس أن المماطلين لا يحبون العمل، ولكننا نتخيل حالنا ونحن نطبق الخطة مثل سوبرمان الذي لا يقهر، وممكن نبدأ، وأول ما نخطو نصطدم بصخرة الواقع وهي أننا لا يمكن أن ننجز ما نحن نتوقعه، وبعدها إما نزيد ضياع الوقت، أو نحصل على نتائج ضعيفة.
أول شيء حدد لنفسك موضوع أو مهمة دائما تماطل عندما ترغب بفعلها، مهمة واحدة فقط، وتخلص من جميع المعوقات والمشوشات نهائيا، وأنجزها بأي طريقة دون أعذار كي تثبت أمام نفسك فعليا، وليس أماني وتقديرات، أنك ممكن أن تعملها، هذا الإنجاز حتى لو كان بسيطا، مثلا أدرس ساعة كاملة بتركيز، أو أمشي نصف ساعة، سوف يعطيك جرعة من الثقة بالنفس، وفي منتصف الطريق ستشعر بسعادة الاقتراب من الهدف السعيد، ومن هنا نفهم أولا أن أهدافنا مبنية على قدراتنا وإمكاناتنا الحقيقية التي لا يمكن لأحد أن يحددها غيرنا، ثانيا محددة بوقت وتاريخ معين، أريد أن أتعلم برمجة كمبيوتر، أو لغة جديدة في إجازة الصيف، كلام ليس مقبول، أسجل في معهد اللغات الفلاني، وأدفع الرسوم، وأحدد التاريخ اللي سأبدأ به، كلام مقبول، سوف أبدأ المشي من الغد ليس صحيحا، سأبدأ المشي غدا من الساعة السادسة إلى السادسة والنصف صباحا، كلام صحيح ومنطقي.
ومن المهم تجزيء المهمة الكبيرة إلى أجزاء صغيرة وواقعية حسب قدراتي التي أعرفها، وتحتوي على أوقات راحة معينة، ولو كانت كثيرة ومتكررة في البداية، لأن نفسك لن تطاوعك في البداية بشكل كامل، ومع الزمن ستتروض النفس، ومع الوقت ستقل فترات الراحة واللعب، أما بخصوص الصورة الداخلية لأنفسنا ومدى ثقتنا فيها، والذي هو أهم شيء، فسنعلم أن كل شيء نعمله إنما هو اختيار، وتأكد أن الإنجازات الكبيرة تبدأ بخطوات صغيرة، ولكن مستمرة، يعني لا تفكر أن تنتقل من الألف إلى الياء مرة واحدة، بعد عشرين عاما من الآن سوف تندم على الأشياء التي لم تفعلها مقارنة بتلك التي قمت بها . 

هناك معادلة عكسية بين التحفيز والتسويف، كلما كنت متحفزا ومتحمسا للعمل كلما كان التسويف أقل، وإذا لم يكن هناك محفز فسيحدث التسويف والمماطلة . 

Related Articles

Back to top button