المحقق جيفرسون

المسرح الفصل الثالث

✍️ سمير الشحيمي :

صالة القادمين بمطار مدينة البحر الأزرق يقف المحقق جيفرسون وبجانبه حقيبة ملابسه وهو ينتظر مضيفه، فجأه صوت خلفه : أبن أخي وأخيراً أتيت.
يلتفت المحقق جيفرسون لمصدر الصوت أنها عمته سالي كانت إمرأة بالعقد الستين من العمر ذات بشرة نضرة قليلة التجاعيد ترتدي ثياب تليق بسنها ورونقها فقال المحقق جيفرسون وهو يحتضنها : عمتي سالي كيف حالك؟
العمه سالي : أنا بأفضل حال.
أشارت على السائق الذي يعمل معها أن يحمل حقيبة جيفرسون واتجهوا إلى السيارة أنطلق بهم السائق وبالسياره قالت العمه سالي : مضى زمن طويل منذ إن اللتقينا آخر مره في جنازة والدك.
جيفرسون: نعم صحيح يا عمتي، لكن الوقت الذي مضى طويل جداً وتغيرت ملامحي قليلاً كيف عرفتيني بالمطار؟
العمه سالي تبتسم : كلامك صحيح ولكن صورك تملئ الصحف المحليه والعالميه كيف لي لا أتعرف على إبن أخي الوحيد المحقق المشهور.
جيفرسون يبتسم بصمت وتصل السياره إلى فيلا ضخمة ينزل السائق يفتح باب السياره لسيدة سالي، فتح باب الفيلا تخرج منها سيدة عمرها مقارب لسيدة سالي وهيه تبتسم وتلقي التحيه على جيفرسون قائلة: السيد جيفرسون لقد كبرت وأصبحت وسيما قوي البنيه.
يبتسم جيفرسون ويقول : أهلا بك ، ملامحك ليست غريبه أيتها السيدة؟
السيدة تضحك: أيتها السيدة لقد كنت تناديني منذ كنت صغيراً ب (ناني) لقد مضى زمن طويل لكي تنساني أنا إيما خادمة السيدة سالي.
جيفرسون في دهشة: أوه السيدة إيما (ناني) لقد ذكرتك كيف لي أن انساك كنتي تعتني بي عندما كنت صغيراً.
إيما تضحك : نعم أيها المشاغب كنت كثير الشغب والفوضى أتعبتني حقا.
جيفرسون: يا لها من أيام كيف حالك طمنيني عليك؟
إيما : أنا بخير وفي أفضل حال.
العمه سالي : إيما لم تتركني ولا لحضه ظلت بجاني طوال هذه السنين وهيه مدبرة هذا المنزل وإن احتجت أي شي أخبرها وستوفره لك.
جيفرسون : شكراً لك يا عمه.
سالي تنظر إلى ساعتها قائله: سأذهب إلى مكتبي عندي إجتماع عمل بإتصال مرئي سأراك على العشاء إعتبر المنزل منزلك.
غادرت سالي وامسكت إيما يد جيفرسون وطلبت من الخادمة الأخرى حمل حقيبة جيفرسون إلى الغرفة التي سيقيم بها ثم قالت ايما : تعال سأريك باقي الفيلا وملحقاتها ومن ثم تذهب لترتاح إلى أن يحين موعد العشاء.
جيفرسون : حسنا هيا بنا.
وذهبوا في جوله بالفيلا.

الفيلا
مكتب العمه سالي وهيه تتحدث عن طريق شاشة تلفزيونية بمكالمة فيديو إجتماع مع بعض رجال الأعمال ومن إنتهت حتى دقت جرس بجانبها فدخلت عليها إيما وقالت لها : سيدة سالي بماذا تأمري؟
سالي : أين جيفرسون؟
إيما : إنه موجود بغرفته.
سالي : ممتاز سوف أذهب إلى غرفتي لأرتاح وعندما يجهز العشاء أخبريني.
إيما : حسنا سيدتي ، إن السيد راندي ينتظرك في صالة الإنتظار.
سالي : مالذي يريده؟
إيما : لم يخبرني برغم إلحاحي له بالسؤال.
سالي : إعتذري منه فليأتي مع موعد مسبق.
إيما : يقول إنه موضوع مهم جداً لا يحتمل التأجيل.
سالي تصمت ثم قالت : دعيه يأتي لأعرف ما عنده.
إيما تخرج وتعود وبرفقتها السيد راندي الذي دخل وبيده حقيبه دبلوماسيه سوداء وهو يبتسم ببدلته الرسميه المرتبه وهو يقول : السيده سالي كيف حالك؟
سالي تشير له بالجلوس : أهلا بك سيد راندي مالذي أتى بك من دون موعد مسبق؟
راندي : آسف على إزعاجك لكن الموضوع مهم جداً.
سالي : هات ماعندك.
راندي : السيد بيث يبعث تحياته لك ويقدم لكي هذا العرض ، فتح حقيبته الدبلوماسية وأخرج منها أوراق وأعطاها لسيده سالي التي استلمت الأوراق وقرأتهن بإهتمام ثم وضعتهن على الطاولة ووضعت نظارتها الطبيه على الطاوله فقالت: السيد بيث يعرف موقفي من بيع المسرح.
راندي : إن السيد بيث يعلم جيداً موقفك ولكن قدم لك عرض جيد جداً بناية من أجمل البنايات في المدينة ومدخولها السنوي بالملايين مع شيك يقدر بنصف مليون مقابل تنازلك عن ملكية المسرح لصالح شركة السيد بيث.
سالي : تستطيع أخذ ملفك أيها السيد وأخبر سيدك بإن سالي ومسرحها ليسى للبيع.
راندي : هذا آخر كلامك؟
سالي : إيما رافقي السيد راندي إلى الباب.
فخرجت سالي من مكتبها وذهبت لغرفتها والسيد راندي حمل أوراقه وحقيبته واتجه للخارج وعندما صعد سيارته أجرى مكالمة هاتفية قال بها : لقد رفضت العرض علينا العمل بالخطة B , فأغلق الخط وعينه تلمع وبوجهه ابتسامه خبيثه وانطلق وسط شوارع المدينة.

يتبع..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى