الارتكاز على الكفاءات الشبانية لتجسيد جزائر منتصرة علميا و اقتصاديا بنفس جديد
كمال فليج _ الجزائر
أكد رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, عزمه على الارتكاز على الكفاءات العلمية والطاقات الشبانية التي تزخر بها الجامعة الجزائرية, من أجل تحقيق انطلاقة حقيقية للجزائر المنتصرة علميا واقتصاديا بنفس جديد.
وخلال الزيارة التي قادته أول أمس الأحد إلى القطب العلمي والتكنولوجي “عبد الحفيظ إحدادن” بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله, قال رئيس الجمهورية في لقاء تفاعلي مع الطلبة بث تفاصيله التلفزيون الجزائري مساء أمس الاثنين في حصة خاصة, أن الجزائر سترتكز على هذا الصرح الجامعي الكبير لتجسيد “الانطلاقة الحقيقية للجزائر المنتصرة اقتصاديا وعلميا وفي مجال الدفاع الوطني”.
وأضاف أن هذا القطب الجامعي يعتبر “ركيزة لوضع الجزائر في مكناتها الحقيقية وكذا وضع حد لأطماع المتربصين بفضل الجيل الحالي من الطلبة الذين يضاهون بروحهم الوطنية أسلافهم من الطلبة الذين التحقوا بصفوف الثورة لتحرير البلاد”.
وحذر بهذا الصدد, من “الأخطار” التي تحوم حول الجزائر والتي تستوجب –مثلما قال– “التحصن بالعلم وبالتقدم التكنولوجي وتعميم الرقمنة”.
وفي كلمة ألقاها بمناسبة اليوم الوطني للطالب, قال رئيس الجمهورية “الجزائر ستنطلق بنفس جديد بفضل شباب وطني سيرتقي بوطنه إلى أعلى المراتب” وأضاف أن الدولة بمؤسساتها “ستكون في خدمته”.
وبذات المناسبة, نوه رئيس الجمهورية ب”الخطوات العملاقة التي خطتها الجزائر في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والتي جعلتها في أولى المراتب إفريقيا وعربيا ومغاربيا”.
وعقب استماعه إلى مداخلات وانشغالات طرحها الطلبة, أكد رئيس الجمهورية أنه سيتم توفير الدعم المالي الكافي لمرافقة المشاريع الابتكارية للكفاءات الطلابية والشبانية.
وفي سياق ذي صلة, أبرز رئيس الجمهورية أهمية الجهود المبذولة من أجل تعميم عملية الرقمنة التي اعتبرها أساسا للتطور في كافة الميادين ولبناء اقتصاد وطني قوي, وذلك بفضل ما توفره من معطيات “دقيقة وحقيقية تساهم في رسم آفاق التنمية”, معتبرا أن “الجزائر في الطريق الصحيح” في هذا المجال.
وتوقع في هذا الإطار, أن تكون “2027 سنة حاسمة بالنسبة لمستقبل البلاد”, مؤكدا بالقول: “سنمر إلى جزائر أخرى, لا شيء سيكون فيها مستحيلا”.
وأوضح أن السلطات تحضر حاليا ل”جزائر الغد”, مبرزا أهمية “رسم آفاق جديدة من خلال مراجعة شاملة لكافة القطاعات ومن بينها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي”.
وتعهد بأن أي قرار سيتم اتخاذه فيما يتعلق بالشباب والطلبة, لن يتم تنفيذه دون موافقة الشباب من خلال المجلس الأعلى للشباب.
ودعا رئيس الجمهورية الكفاءات الطلابية والشبانية للبقاء في بلدها وخدمة وطنها, ملتزما بتوفير كافة الإمكانيات التي تضمن تثمين وتجسيد مشاريعهم الابتكارية لصالح الوطن.
وأمر بهذا الصدد, وزير التعليم العالي والبحث العلمي, بدراسة إمكانية إدراج محفزات وامتيازات جديدة لبعض الشعب العلمية التي تمنحها الدولة حاليا الأولوية.
ولدى استماعه إلى بعض المقترحات التي قدمها الطلبة, قال رئيس الجمهورية أنه بالنسبة للخدمات الجامعية فإن “الدولة ستواصل مرافقتها للطلبة وتوفير الخدمات الجامعية إلى غاية النظر في حلول أخرى للتكفل بهذا المجال مع إمكانية إشراك الخواص”.
وذكر بأن الجزائر حريصة على التكفل بكافة الخدمات الجامعية لطلبتها.
وفي رده على أسئلة الطلبة, أشاد رئيس الجمهورية ب”النضج السياسي للشباب الجزائري ووعيه الكبير” في ظل سياق دولي معقد و”مخاطر تحيط بالبلاد وتستوجب التجند المستمر لهذا الشباب والانخراط أكثر في الحياة السياسية”, معربا عن أمله في “مشاركة الشباب بقوة في المواعيد الانتخابية المقبلة”.
وأشار إلى مختلف التحفيزات والتدابير التي تم اتخاذها من أجل إشراك الشباب في الحياة السياسية وصنع القرار ومن أبرزها تسهيل ولوجه إلى مناصب المسؤولية وفتح أبواب العمل السياسي وتطهيره من المال الفاسد.
ونوه رئيس الجمهورية بوعي الشباب الجزائري الذي “حصنه من محاولات التغرير به وتحريضه ضد بلاده”, مجددا التأكيد على أن “الجزائر مستهدفة لأنها تملك سيادة قرارها وهي تزعج الآخرين لأنها مثال ناجح” في المنطقة.
وأشار إلى أن محاولات ضرب استقرار البلاد, تمت مجابهتها ببناء ديمقراطية حقيقية بأسس دستورية وبترتيب الأولويات وفي مقدمتها “تحسين المستوى المعيشي للمواطن ورفع قدرته الشرائية وصون كرامته”.