وجوه راحلة

✍️مرشده يوسف فلمبان :

حينما يجلس المرء مع نفسه لمحاسبتها.. ويراجع دفاتر أيامه.. يلاحظ من خلال صفحاتها فئات متنوعة من البشر.. فمنهم من مد له يدََا تنقذه في ساعة محنة.. ومنهم من دفعه من جهة لمصير مؤلم..
وحينئذ يختل توازن تفكيره وهذا الإختلال يكون منفذََا ليعيد صفحات دفاتره مجددََا.
ونحن البشر سوف نكتشف حين نراجع أوراقنا أن ثمة أشخاص غرسوا في واقعنا شجرة.. وأنها نمت وترعرعت وأثمرت ثمارََا يانعة.. وندرك أيضََا أن البعض ممن حولنا غرس في قلوبنا سهامََا مسمومة..أدمت أفئدتنا..
وندرك بعدهاأن البعض من الأحبة ترك لنا رصيدََا هائلََا من الذكريات.. كلما تلفتنا حولنا وجدنا منه أثرََا يزخر بأشياء جميلة يحيط بنا ينعش كياننا.
ومع ذلك فالبعض الآخر ممن حولنا لم يترك لنا سوى الأسى وسوء الأثر.. لذا لن يكون غريبََا علينا أن ترحل من ذاكرتنا عشرات الوجوه التي لايعنينا وجودها.. وتمحى عشرات العناوين.. وتتلاشى من خيالاتنا ملامح كثيرة.. وتغرب عن حياتنا أشياء كنا نحبها.
ولكن حتمََا ستبقى أمامنا وجوه ترتسم بها إشراقة من نور تؤثر في الخوافق.. لا تفارق أعيننا.. وستظل محور حياتنا..
ولابد أن يدرك الأحبة الساكنين في قلبي حجم المعارك التي خضتها مع ذاتي لأبادلكم بكل هذا الحب.. وهذا السلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى