الرابطة وقيود الهواة

✍🏻 سالم جيلان ” أبو يزيد ” :

استكمالًا لموضوعنا عن رابطة الهواة الفرعية لكرة القدم بجازان وتسليط الضوء على العديد من الملاحظات التي صاحبت عمل الرابطة ومن خلال الحضور والتواجد والتغطيات الإعلامية لامست ميدانيًا وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصةً قروبات الواتساب الرياضية الكثير من معاناة فرق الهواة بمنطقة جازان قمت بنشر بعضها وعرض بعضها على شخصيات تعمل أو عملت في الرابطة وكذلك بعض المطلعين على العمل التنظيمي بالرابطة لمناقشة حلول جذرية أو مؤقتة لكنني في العديد من الحالات لا أجد تجاوبًا أو حلولًا فعلية تساهم في تسهيل وتيسير التعقيدات والمعاناة التي تواجهها تلك الفرق وإداراتها ففاقد الشيء لا يعطيه.

كنت قد آليت على نفسي أن أُخفف من حدة النقد للكثير من عمل الرابطة الفرعية للهواة بمنطقة جازان وذلك أثناء اجتماع قصير مع شخصية رياضية لها مكانتها وقيمتها في الرابطة لكنني في العديد من المواقف أجد نفسي مضطرًا للكتابة بهذا الخصوص.

سنوات طويلة والأسماء نفسها تدير الرابطة الفرعية بجازان فيما يشبه الشلة أو التكتلات حتى في الانتخابات التي يتم تنفيذها فقط لذر الرماد في العيون فتلك الأسماء باقية ومستمرة في أركان الرابطة الرئيسة وذات الأسماء في اللجان وبينهم من ينظم البطولات المهمة وبالذات الرمضانية ومنهم من يقف على هرم بعض فرق الهواة رغم منصبه في اللجان العاملة بحجة أن ذلك لا يمنع أو يحول دون استمراره ولا يتعارض عمليًا أو عاطفيًا مع عمله… ومتى ما وجهت لهم النقد فأنت خصم وعدو للنجاح سواءً كنت إعلاميًا أو منتمي لأحد الفرق.

رابطة الهواة الفرعية بجازان تعمل بنفس الفكر الإداري في أندية المنطقة القائم منذ سنوات طويلة وهو الأمر الذي حال دون أن تتقدم الأندية أو فرق الهواة فكما لم يصعد أي نادي من جازان لدوري الأضواء كذلك الهواة رغم وصول فريقين من فرق الهواة لنهائي بطولة المملكة برابطة الهواة لم يستطع أحدهما تحقيقه ولم تتمكن الرابطة كذلك من استضافة أي نهائي رغم اتساع رقعتها وكثرة الفرق فيها.

فرق الهواة كانت وماتزال تطالب فقط بالسلاسة والتسهيل في التعامل مع الفرق والمنظمين والمصداقية بكل شفافية في تحديد المواعيد لروزنامة بطولات الرابطة بالمنطقة أسوةً بمناطق المملكة الأخرى كما تأمل وضع ضوابط ولوائح واضحة ودراسة كل المعوقات والرفع بها للرابطة الرئيسية لمعالجتها من أجل منح اللاعبين الفرصة للمشاركة وممارسة هواياتهم وخلق بيئة رياضية كروية مثالية جاذبة للداعمين غير طاردة وذلك ممكن من خلال عقد الاجتماعات الدورية وورش العمل وتلمس احتياجات الفرق واللاعبين.

الفيفا دللت اللاعبين المحترفين وهم يستلمون رواتب عالية بينما اللاعب الهاوي يعاني القيود المفروضة عليه وهو يدفع من مصروفه كي يلعب كرة القدم فلماذا تقيدوه وتطفشوه؟!!

الحديث عن المواهب الرياضية الكروية في منطقة جازان نسمعه في البرامج التلفزيونية وفي مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الصحف من مدة طويلة لكننا لا نسمع كثيرًا عن المواهب التي طفشت وغادرت المشهد الرياضي بسبب عدم الاهتمام أو ندرة المنشآت أو شللية المسؤولين والقائمين على الرياضة إلا في مرات قليلة يتداولها البعض في خجل واستحياء أو خوفًا من المشاكل.

القوانين الرياضية الكروية ليست قرآنًا أو دستورًا ومنهجًا حياتيًا لذلك ممكن دراستها ومناقشتها وبحث مواطن الخلل والقصور فيها ومعالجتها أو طرح طرق علاجية لها مع الجهات المعنية بها لتكون ملائمة وسلسة وبدون تعقيدات أما جعلها باقية ومتوقفة تتحكم فيها فئة معينة وتنفذها مجموعة ” النظام نظام ” فذاك داء عضال يقضي على حيوية المجتمع الكروية.

جميع القائمين على رابطة الهواة الفرعية بجازان ومكاتبها المختلفة من متطوعين أو موظفين يشكرون على ما يبذلون ويقدمون لكنهم يحتاجون الكثير من البذل والعطاء لخدمة الرياضيين ولا ضير أن يجتهدوا أكثر فأكثر طالما اختاروا الاستمرار والبقاء ومواصلة المشوار دون خلق العداءات مع الناقد والمنتقد على حدٍ سواء فبالإمكان جعل أعمالكم هي من تتحدث وتنافح عنكم وتثبت نجاحكم.

رابطة الهواة بجازان امنحوا اللاعبين وإدارات فرق الهواة والمجتهدين في تنظيم البطولات الرياضية مساحات كافية لممارسة كرة القدم واجعلوا الفئات السنية محط اهتمامكم ونظموا وادعموا من ينظم لهم البطولات بمنح التسهيلات اللازمة والمشروطة.

بطولات الهواة لكرة القدم للفئات السنية دون الخامسة عشر والحادية عشر لماذا لا تقام ضمن روزنامة بطولات الرابطة ؟!

قمت بتحميل تطبيق رابطة الهواة ودخلت على قوائم بعض الفرق فاستغربت من طريقة قيد الأسماء في تلك القوائم حيث تجد لاعبين أعمارهم بين ثمانية أعوام وخمسة عشر عامًا مع لاعبين تتراوح أعمارهم بين العشرين عامًا والثلاثين عامًا بنفس القائمة للفريق الواحد وقد يكون الموقع تم تصميمه بهذه الطريقة أو حتى يتسنى لبعض الفرق الوصول للنصاب المطلوب لكن؛ السؤال الأهم كيف يتم تسجيل لاعبين دون الخامسة عشر عامًا بقوائم فرق الرابطة ولا بطولات تنظم لهم؟! ولماذا يتم حرمانهم من المشاركة مع أقرانهم ومن هم في نفس أعمارهم ضمن فرق أخرى في بطولات تنشيطية نادرة لفئتهم ينظمها منتمون للرابطة أو أكاديميات رياضية ؟!! يعني لا خيركم ولا كفاية شركم !!!!

أخيرًا هنا في المقال الرياضي وليس آخرًا هناك في المجال الرياضي الكروي متى تتغير الأفكار وتتجدد الوجوه وتصدق الوعود وتتحدد المواعيد دون تغيير بكل شفافية ومصداقية في الميادين الرياضية الجازانية؟!

إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى
‏ظمئت وأيّ الناس تصفو مشاربه
‏ومن ذا الذي تُرضى سجاياهُ كُلُّها
‏كفى المرء نبلاً أن تعدّ معائبه

‏”بشار بن برد”

أو كما يقال في المثل الشعبي الدارج ” مافي البلد إلا هذا الولد”.

Related Articles

Back to top button