السفيرة الشاعرة نجاح ذبيان في ضيافة الحكواتي

د. فايل المطاعني :

   في صمتِ العالمِ الهادئ
هناك عزلةٌ
اسمُها قلبي
تهدهدُ.. الظلمةَ
وكأنها.. طفلٌ صغير
في عُمقِها
أضعتُ الطريقْ
عنيدةٌ هي قيودي
لكنَّ قلبي يتألمُ
إذا حاول كسرَها
أشعرُ بالخجلِ
حين انظرُ  إليها
أذوبُ… أختفي
في  الظلِ
أو في ابتسامةِ صباحٍ ابيضْ
أو بغيمةٍ باردةٍ.. شفافةٍ
تحرِقُ اوهامي كلَها
في صمتِ روحي
أضعها في مَعبدكْ
  في صمت العالم الهادى هناك عزلة  وفعلا هناك عالم  ولكن هذه المرة لن تكون عزلة سيكون لقاء مع الشاعرة السفيرة نجاح ذبيان وحديث عن الشعر والادب .
    س1_ سؤالي المعتاد من هي نجاح ذبيان؟
ج1_ أنا نجاح فاضل ذبيان من الجمهورية اللبنانية، ربة منزل وعائلتي هي عالمي الوحيد وانا ام لثلاثة اولاد.

يقولون انني شاعرة، وانا اقول انني اتذوق الشعر، فلقد تربيت في منزل العائلة وكنت اسمع والدي في كل مناسبةٍ يرتجل الشعر العامي او مايعرف بالزجل اللبناني، وكنت أُجذَبُ إلى أقواله وإلى صياغة قوافيه المحبوكة وإلى سرعة بديهته، فكان لهذا الاستماع المبكر الأثر الكبير في تنمية وتعزيز هذه الموهبة لدي،فَرُحتُ اكتب بعض القصائد على دفترٍ واخفيها عن العيون.

ومرت السنون  إلى أن بدأ عصر التواصل الاجتماعي عبر التطبيقات الإلكترونية فقصرت المسافات، وقد شجعني صديق لي على نشر قصائدي على الفايسبوك في بادئ الأمر، وهكذا بدأت الخطوة الأولى في رحلتي مع الشعر والظهور العلني.

كانت لي محطات مهمة خلال رحلتي مع الثقافة والشعر، وانا الآن عضو في منظمة السفراء حول العالم وفي
المنتدى الثقافي للتميز والسلام  كما انني عضو في أكاديمية سفراء الثقافة العربية. شاركت في عدة أمسيات واحتفالات شعرية وثقافية على امتداد الوطن العربي بأكمله وكُرِمتُ من منتديات عديدة، فتوثقت قصائدي في صالون الأدب والفن (بيروت يا بيروت)، ومنحتني مؤسسة شمس المجرات الثقافية / مراكش لقب شخصية العام لسنة2021 م. 

س 2 _ ماشاء الله سيرة زاخرة بالعطاء
يقولون انني شاعرة ،وانا اقول انني اتذوق الشعر ، فهل الشاعرة نجاح لا زالت في مرحلة تذوق الشعر بعد هذه السنون ؟
ج 2_الشعر موهبة لا تخبئها السنين لأن المشاعر لا تموت وإن  ماتت فهي لم تكن مشاعر من الأصل.. أن وهجة الشعر مازالت ترافقني كلما لجأت إلى الحروف كأنها المرة الأولى هي إيقونة ساحرة لا تفارقني .

س3_ جميل جدا  هل مقولة أن ابن الوز عوام في حالتك  صحيحة أذن؟
ج3_ كتابة الشعر موهبة فطرية مشتقة من أحداث الزمن أما حب الكتابة ورثته عن أبي من عمق حبي له

س4_اذن من خلال حديثك ان  الشعر  فطرة لديك ومن ثم  تطور مع مرور الأيام ؟
ج4_تطور مع الايام بسبب نظرتي للحياة التي تختلف عن مفاهيم تبعثرت مع الزمن ولازالت راسخة قيمه في اعماقي حتى الآن

س5_  البيئة الشعرية لديكم في المنزل اثرت فيك فهل نستطيع القول إن البيت يلعب  دور كبير في نشأة الشاعر ؟.

ج5_ ليس هناك زمان أو مكان محدد لكتابة الشعر فالأحرف تطرق أبواب القلب على غفلة لذا فالمنزل ليس بمنبع الشعر بل القلب..

س6_ جميل جدا ، من الشخص الذي علم بموهبة الشعر لديك ؟

ج6_ ابنتي أول من رأت كتاباتي وبشكل عام هي وصديق لي كانا منبع التشجيع..

س7_ سؤال احب ان اعرف رايك فيه نحن الآن قرية صغيرة هذا التطور المذهل في الاتصالات ساعد  الشاعر على الانتشار ،وايضا سلاح ذو حدين فهناك الشعراء المتطفلين  و هم كثر أيضا صعدوا  بفضل تلك الاتصالات واصبحوا شعراء  الان كل واحد قال كلمتين أصبح يطلق عليه لقب شاعر ؟
ج7_ الشعر  أثمن من أن يكون حاضن للجميع. و مع العلم أن التطور التكنولوجي أظهر آفة من الشعر على مختلف ألوانه إلا أن صاحب الأثر لا يموت بل تبقى قصائده عالقة في العقل و الروح
س8_ صالونات الادب انشئت منذ فترة طويلة جدا على امتداد الوطن العربي ولكن لاحظ أن دورها هذه السنوات انخفض يا تري ما الاسباب في ذلك؟ 
ج8_
إن الشعر ظلم من العديد من النواحي فهو لم يستطع؛ تأمين لقمة العيش للإنسان، فانشغل الإنسان عن اهتماماته بهدف الأوضاع الحياتية. و مع ذلك فإن تغيير الزمن لا يغيرنا و تبقى موهبة الشعر أمنية لها عبيرها.
س9_ انجازات كثيرة والقاب جميلة وتكريمات  لا تحصى والان وبعد تلك الرحلة اين تجد نجاح نفسها  ؟
ج9_كلما تقدمت أكثر كلما طمحت للمزيد فالأحلام التي لا تخيفك ليست بأحلام حقيقية. أنا لا أكتب الشعر بل تعلمت كيف أعيشه عندما أتطابق مع ذاتي بلا أدنى نفاق. و غايتي من الكتابة هي الوصول إلى قلوب العالم و التعبير عن المشاعر.

س10_ هل أحد من ابنائك لديه موهبة الشعر؟

ج10_ لم يكتسب أحد من أبنائي هذه الموهبة فقد تألق كل منهم بمواهب أخرى تميزهم.

س11_  كيف تقييم نجاح رحلتها الثقافية بعد هذه السنوات؟ 
  ج11_الدخول في مجال الشعر هو الدخول إلى عالم فريد يضم نخبة من الأصدقاء و الأحباء، كتّابٌ و أدباءٌ و شعراءٌ. هم المؤنسين و الداعمين لرحلتي عبر السنين التي خضتها بجميع مراحلها و صعوبتها. 
محبتهم تملأ قلبي بالسعادة و تخفف من شدّة الصعوبات.
س12_ حضرتك ست بيت وبنفس الوقت شاعرة اين تجد نجاح نفسها وكيف الموازنة بين واجباتك كزوجة وام وكشاعرة و أديبة ؟

ج12_لكل شخص قطعة من قلبي. كذلك الشعر له وقته ومحبته  الخاصة. بحيث إنني تمكنت من إعطاء لكلّ شيء حقّه. أما بالنسبة للشعر فمن أجل كتابته يجب أن تكون نفسي مرتاحة و بعيدة عن ضغوطات الحياة. هذا الإرتياح نفسه الذي أجده بين أفراد عائلتي. لذا فالشعر عبير الحياة .
س 13_ كلمة تحب الشاعرة نجاح أن تقولها لفتيات اليوم ؟

ج13_كلمتي: عند وجود الموهبة يعجز الخوف. ” عبارة رُسخت في عقلي منذ الصغر و الآن أقدمها إلى كل مبدعة تخطو خطواتها الأولى.. أيتها الحالمة انطلقي بخيال واسع تغمره الثقافة و الإحساس و تألقي على عرش الحروف.

س14_كلمة أخيرة لقراء صحيفة الآن . أشكر الروائي الصديق فايل المطاعني على هذا الحوار القيم واشكر صحيفة الآن  على إتاحة الفرصة للتعريف القارئ العماني بنجاح ذبيان وشكرا  على هذا الحوار المميز دمتم نبراس مضيئ في فضاء شاسع رحب لدعم الثقافة والأدب
–  أتمنى نيل إعجاب كل من يقرأ حروفي من الأصدقاء و المتابعين. لكم كل التقدير  الاحترام.
في نهاية هذا اللقاء نشكر ضيفتنا الشاعرة نجاح ذبيان  على هذا الحوار الجميل ..ونلتقي في لقاءات اخري مع تحياتي الحكواتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى