سباق مع الزمن

✍️مرشده يوسف فلمبان :

قبل فترة قلت سأتناول موضوعََا عن العقارب.. فالبعض علق قائلََا / الأقارب عقارب.. لكنني لم أقصد ذلك.. وليس هذا منطقي.. ولا تفكيري.. ماقصدته هي عقارب الساعة التي تتلاحق فيما بينها.. وكأنها تسابق الزمن.. تركض خلف بعضها.. تلهث في سباق مخيف.. أيام تمضي تلاحقها أيام مخلفة في نفوسنا عوامل التوتر والقلق.. ونتاج هذا السباق العاصف الأرعن.. تتركنا خائري القوى.. شعرنا بأن أعمارنا تتناقص.. ويومََابعد يوم تتساقط أوراق أعمارنا من عقد الزمان.. فكلما تلاحقت عقارب الساعات خلف بعضها زادتنا وهنََا وإحباطََا وزهدََا في متع الحياة وإغراءاتها.. وإمعانََا في ترقب الأيام الآتية..ويغيب عن أذهاننا الكثير من الحقائق التي كانت في مواجهتنا..
وندرك تمامََا أن عقارب الساعات لا تتراجع.. والزمن الذي يمضي لن يعود فالساعات ماضية في مهمتها.. لاتتوقف عن مسيرتها حتى لوتوقفت حالات الحياة بأكملها.
فياليتنانستغل أوقاتنا نهيء أنفسنا لمواجهة تضاريس الحياة الوعرة.. نواجه عقارب الساعات في سباقها علنا نظفر بما يؤول إلينا بالصالح من الأعمال.
فنحن ومضة في عمر الزمن.. وفي زمن ما من أعمارنا ستخبو هذه الومضة.. وندرك أننا كنا ألهيات الدنيا.. وألاعيب في أحضان العمر.. تتقاذفنا أمواج الحياة المتلاطمة بين مد وجذر ثم نصبح حطامََا ناطقََا تحت الثرى وقد ماتت لحظاتنا.. يغادر من يغادر.. ويرحل من يرحل حاملََا معه معطف المغادرة إلى عالم هربت إليه الأعمار.. ولاتزال عقارب الساعات في مهمتها إلى أن يرث الله الأرض وماعليها وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام.

Related Articles

Back to top button