اللواء محمد فريح الحارثي يكتب عن العرض العسكري كقوة انضباط
سعادة اللواء محمد فريح الحارثي
يعتبر العرض العسكري لأي دولة هو الواجهة الحضارية للتقدم والتفوق والانضباط العسكري لجميع قطاعات الدولة الأمنية والدفاعية البرية والبحرية والجوية
والتدريب العسكري في جميع القطاعات العسكرية السعودية يمتاز بمهارات وقدرات عالية تعكس اهتمام الهرم القيادي لكل قطاع والذي يُجسد إهتمام ولاة الامر حفظهم الله من خلال الرعاية الكريمة لحضور احتفالات العرض العسكري في المناسبات الوطنية ومناسبات التخريج وغيرها من المناسبات الاخرى
ومن خلال ما يشاهد في النقل التلفزيوني لمناسبات الاستعراض العسكري وحركة مشاة الطوابير الذي تنقلها عدسات الكاميرات لجميع دول العالم
فان هناك بعض الملاحظات التي تحتاج الى دراسة من المختصين لإيجاد الحلول المناسبة لها لكي يتوج تألق العرض العسكري بما يعكس جهود وجودة وتقدم مهارات التدريب في القطاعات العسكرية المختلفة ومن تلك الملاحظات التالي
أولا : أداء الفرق الموسيقية
1- لكل قطاع عسكري فرقته الموسيقية التي تشارك في العرض العسكري وكل فرقة موسيقية في كل قطاع لها تدريباتها الخاصة وتقدم جهود مشرفة في اداء عملها ولكنها تتفاوت عن الأخرى في جودة الاختيار المناسب لموسيقى العرض وجودة إتقان العزف ودرجة وسرعة الإيقاعات والإخراج الصوتي .
2- بعض الاختيارات الموسيقية لا تتوافق مع قوة وجمال العرض لاسباب جوهرية منها غياب أهمية الانتباه الى هندسة الصوتيات في ظل تداخل صوت صدى مكبرات الصوت في ميدان العرض وغياب الانتباه إلى ضبط سرعة الايقاع وفق خطوة مشاة موزونة الذي يربك جودة العرض وبالتالي يؤثر في تماسك اتزان المسير ويخرج المشهد بصورة تظلم الصورة الحقيقية المُشرفة والمتألقة التي تعكس التقدم الحضاري للتفوق العسكري ،
ثانياً جودة مهارات النقل التلفزيوني
1- لا احد ينكر مهارات واتقان المصورين والاخراج التلفزيوني ولكن يلاحظ ان مهارات دقة التصوير يغيب عنها انتقاء المواقع والزوايا المناسبة بعيون عسكرية لاخراج فنون مسير المشاة عسكرياً والتي تعكس جودة فنون ومهارات تناسق وترتيب العرض للمشاه وتناغم صفوف الطوابير فتخرج الصورة في نظر المصورين والمخرجين انها ناجحة وموفقة ولكنها للمراقب العسكري المختص والعيون العسكرية تختلف تماماً بسبب اختلاف حقيقة المشهد لوجود بعض الخلل الذي يظهر المشهد وكأن فيه خلل وقصور في جودة العرض العسكري فيظلم جودة اخراج العرض الحقيقية وبالتالي يظلم جهود مهارة التدريب المبذولة
2 -غياب التنسيق المشترك بين قيادة التدريب العسكري وقيادة فرقة الموسيقى وقيادة الاخراج التصويري والهندسة الصوتية للجمع بين إيقاع الموسيقى واختيار زاوية حركة مسير المشاة ورتل الطوابير
3- الصورة تتنقل بجهود فردية من ميدان العرض الى منصة الضيوف دون مراعاة لتركيز بقاء المشهد التصويري على احقية واولوية اخراج جمال تناسق وتناغم مشهد العرض
4- تصوير المشاهير والافراد عبر اجهزتهم الخاصة ايضاً يفتقد انتقاء الزوايا التي قد تعكس صورة سلبية عن العرض وهو ما يتوجب منعهم والزامهم باخذ مشاهد التصوير من تلفزيونات القنوات الرسمية المعتمدة من القيادة المركزية
الحلول
يرى الكاتب أن هناك خُبراء عسكريين متخصصين ولديهم قدرات ومهارات عالية في معرفة جودة الاستعراض العسكري ومقارنته في الميدان وخلف شاشة التلفزة واستنباط مكامن الخلل سواءً في أداء الطوابير او اداء الموسيقى او اداء التصوير والاخراج التلفزيوني حيث يرى الكاتب أن احترافية التصوير والاخراج الاعلامي بعيون عسكرية
له دوره الايجابي في اظهار الصورة الحقيقية وله دوره في تلافي وإخفاء بعض العيوب إن وجدت كما أن إختيار معزوفة الموسيقى التي تمتاز بالايقاع العسكري وضبط مستوى سرعة الايقاع أمر مهم وله دور الفعال في المحافظة على جودة مهارة ودقة وتوحيد حركة المشاة ويحافظ على تماسك رصف صفوف طوابير الاستعراض
وبالتالي يبرز جودة ومهارة التدريب
ويأمل الكاتب في أن يكون هناك مظلة مركزية إشرافية مختصة مُشكلة من (مدربين المشاة – الفرقة الموسيقية- فريق التصوير – مهندسي الصوت – فريق الاخراج التلفزيوني) لتصميم وتنفيذ وتوحيد العروض العسكرية في جميع قطاعات الدولة العسكرية بما يعكس اجمل صورة تعزز حقيقة ما تعيشه المملكة العربية السعودية من نهضة حضارية تواكب التطور والتقدم العالمي في القطاع العسكري وأن يتم توحيد جميع حفلات الاستعراضات العسكرية بناءً على قاعدة مهام وواجبات محددة كعمل مؤسسي مُستدام قابل للتطوير والتجديد عند الحاجة من قبل الادارة المركزية للمظلة الاشرافية ودامت بلادي المملكة العربية السعودية رائدة في كل تقدم عسكري ووطني .