انا جنة وباقي تفاصيلي نعيم
قصة وفاء
✍️ د. فايل المطاعني :
الفصل الرابع
( فلوة حمد )
انا تربية جدتي لوالدي ،الله يرحمها فلوة حمد هذا اسمها .
فلوة كان لديها صفة جميلة جدا الا وهي الصبر ،كانت صبورة جدا ،ويبدو أنني أخذت هذه الصفة من جدتي .
كنت اهرب من قسوة والدي إلى ظلال جدتي الوارفة وتركت القلم على طاولة مكتبها وسرحت إلى أيام المدرسة والحارة وصديقاتها وهن يقولون لها : وفاء تربية عجائز ،فهي رومانسية مره★ وتعرف واجبات المرأة اتجاه زوجها ،وهنا رنت كلمة الزوج وفجأة انهمرت عليها ذكرياتها مع زوجها السابق عبدالله صالح وكأن سد ماء وتدفق ، تذكرت كيف كانت تعامل زوجها بحب واحترام وغيرة شديدة ،وانهمر المطر الاسود زخات زخات وأخذت المنديل وبدأت تجفف اثار الأمطار التي اجتاحت وجهها الجميل وفجأة سيطر عليها الفرح لقد جاء ابنها ( حمد ) يطلب منها أن تذاكر له و وضعت القلم جانبا وحضنت أبنها وهي تمسح على شعره وتقول وهي مبتسمة
وفاء :أن شاء الله حبيبي دحين افضى لك ،واضافت ضاحكة : نحن أهل مكة لهجتنا ما تتغير ولو نزلنا المريخ !
وبعد فترة ليست بقصيرة قالت وفاء
وفاء : دحين خلصنا مراجعة لابني ،وفضيت لكم يا احبتي القراء .
طبعا كنت أتحدث قبل عن جدتي فلوة ،وانا تربيت معها في ربوع مكة المكرمة بعيدا عن الطائف عند والدي وبين فترة وفترة تخرج كلمات مكية بدون ما اقصد فأنا مكية الهوى والجذور.
طلاق والدتي من والدي خلق جرح كبير ،عند والدي واظن لا زالت اثاره إلى آلان ،يخبوء أيام وشهور ولكن يرجع للظهور مرة أخري ..لحظة ممكن انا تكلمت كثير عن والدي القاسي ولكن والدي ليس له وجهه القساوة لا ابد والدي مقاتل شرس فهو الكلية العسكرية البريطانية ساند هيرست ،فهو رغم قساوته ولكنه محب للحياة انيق جدا رغم مرور فصول الحياة على وجهه ولكنه لا يزال في وسامة حسين فهمي ،دقيق الملاحظة برحيل امي فقد إحساسه بالحياة ولا يحاول أن يقترب من الانثي رغم أنه مرغوب جدا من الجنس اللطيف من يراه يعتقد أنه في الاربعين من العمر والمشكلة أنه لا يفكر بالاقتران بامرأة اخري غير والدتي التي هجرته لا ادري ماذا اسمي حالة والدي هل هناك عاشق مثل أبي وبهذه القوة لست ادري.
انا الان في الثلاثين من العمر ولا زلت أعاني من قسوته رغم أنه الان في الستين من العمر ،والحقيقة أن قسوته كانت سور حماية لي فأنا لم اقع في مشاكل كثيرة كالتي تقع بها الفتيات الآتي في مثل عمري ،وفي المقابل لم استمتع به كاب لم أشعر بوجوده كاب في حياتي ،كل شي عنده أوامر ،وكأننا جنود وهو القائد سمعا وطاعة وابتسمت عندما تذكرت طفولتها والرعب الذي يستولي عليها عندما يأتي عبدالله العلي إلى المدرسة ،وتقوم القيامة لديه عندما تعطيه المعلمه أي ملاحظة المزيد من التوبيخ والحرمان من أشياء كطفلة كنت احبها أنه عبدالله العلي ايها السادة !!،
صحيح والدي قاسي ولكن أنا أعلم أن الأم تصبر من أجل ابنائها ،تخيلوا أن والدتي تركتنا وعمري ست سنوات وعرفت أن امي لا زالت على قيد الحياة وعمري تسعة عشر سنة! الحقيقة أنها وابي ساهموا في تدمير حياتنا انا وأخي وليد ،وكان الحل هو زواجي من عبدالله صالح الذي حاول ابي أن يمنعه بكل نفوذه ولكن أنا إصراري على الزواج كان قويا ومثلما قلت لكم كان هروب فقد تزوجت وعمري تسعة عشر سنة وهذا جعل والدي ينهار ولم يتحمل قلبه الصدمه فأصيب بمرض القلب …الغريب أنني أشبه والدتي كأنني نسخة منها لذلك كان يري فيني والدتي وكلانا غرز خنجر في صدره تلك هربت منه وانا تزوجت غصبا عنه …. وغدا نكمل الحكاية وتركت القلم وهي تبكي وتقول سامحني يا والدي
_يتبع_