غياب الحبيب
✍🏻/ علي الخبراني :
أقام على غصن الأراك خطيبُ
ينادي أرى هجر الحبيب قريبُ
وناح فجادت بالهطول مدامعـي
وصاحَبَ دمعـي صُفْرةٌ وشحوبُ
وأرسـل موتـي بعدما خطّ معلناً
على الرقعة السوداء سوف أغيبُ
أتعلم مـاذا قـد جنيـت ومـا الذي
رمـيـت بـه قـلـبـاً عـليـك يـذوبُ
أتهجر من أسقمت بالوجد جسمه
وأنـت لــه دون الأنــام طـبـيـبُ
وتسقـي محباً ذاب فيك صبابةً
بكأسٍ عـن المـوت الأليم ينـوبُ
أتحفر قبري قبل موتـي ولم يكن
لغيرك فـي نبض الفـؤاد نصيبُ
رأيتَ غرامـي والهيام وصبوتـي
كقولك في بعض الحديث ‘لعوب’
ولا والذي أعطاك روحي ومهجتي
بـأنَّ بقـلـبـي مـن هـواك لـهـيـبُ
وفيك دموع العين تفضح مجلسي
فـأخـلـو وعـن كـل الأنـام أغـيـبُ
إليك هروبـي من جميع قرابتي
وفيك شـرودي يحتـويـه نحيبُ
أظل وحيداً سارح الفكر حاضناً
وسادي كما ضم الحبيبَ حبيبُ
يفوح وسادي نفس عطرك معلناً
محـالٌ لقلبـي عـن هـواك يتـوبُ
فيا نبض قلبي يا جروحي وبلسمي
شــددت رحـالـي والمـزارُ قريـبُ
دليلـي أحاسيسي إليكم ولهفتـي
ولا غـيـر قـلـبـي ســائـلٌ فيجيبُ
سأطرق باباً قادني الشوق نحـوه
وأشواق مثلـي فيك ليس تخيبُ
فإن قيل ضيفٌ يا حياتي بداركم
عـلـيـه عـلامـات الكـرام غـريـبُ
عـلـى خـده آثـار دمــعٍ تـحـدرت
فبانت علـى خـد الحـزيـن ندوبُ
فقولـي لهم هـذا أنـا مـن أصـابه
وأعـلـم مـا يُـسْـقـى بـه فيطـيبُ
فإن جاء موتي في ديارك فاعلمي
سيأتيك مثلي في الحياة خطوبُ