حفيف العيون

الشاعر أحمد ختاوي / البليدة / الجزائر


وارفة أحاجيها ولطائفها
ما غزتني عيونها جزيرة عزلها الجُناة
ولا أسيرا بغير ورد المعاني
كانت تاء تستظل بحارة النبض
كلما مر مارد شهي
يأمرني بأسر السبايا
وحفيف النبضات والهمسات
قلت مهلا ماردي وماردها
هو ذا الصاع بصاعين
أنصفني
والضيم من عيونها أرداني أسيرا
لا تكبلني بحنو هذا الأسر ،
للأسر صاعين /
للأسر عنوان
قامة بحجم تراتيل
ومواويل الإفتتان والإنصياع
للعشق
وقامة هيفاء كما الصفصاف
جدلتْ ضفائرها
صبية شقراء تكرع من إناء الأحاجي
لطفا ماردي بي وبها
لطفا بشفاعة الشفاه
ووجنتيها الورديتين الآسرتين
أما كانتْ كل الطيوب
تجيئ من ماردي ومادرها؟
إلآمَ – إذن – ترتدي بطانتك البنية
لتسرقي أهوائي
وأهواءك
يا تاء التأنيث
ما كانت جيرتنا
إلا تلك النجوى
مسكونة بضجيج وحُمى
الأحاجي و المعاني
هممتً بشَعْرِك الأشقر كالقمح
طول أسْري
ولمْ تدعني ، لماذا يا ماردي-
أستبق الوكالات والأخبارا
والصحفا
وأقول أمام الملإ
أنا أول من مس حفيف الشعر الأشقر
المخبوء في
إناء الوِصال
لطفا ماردي بي وبها
ما كانت نبوءتنا
إلاّ غزوا لنبض السواقي
ما كانت تاء
لترفض
ندوتي الصحفية
وكل الندوات
أو تعلن انسحابها عن
كل الجلسات
كنتً أحسب شعرها ليلا مقمرا
و هو سنابل قمح
في حدسي كان يرقص النبض
والعشق معا
ليعلنوا في الندوة
صدق الحدس والنبإ
حين أكدت تاء
أن الحقيقة مبانِ
ببهو عرشك تقفين – تاء
صفصافة
تكيل بمكيالين :
أناقة آسرة
وغزالة تفوق كل الأصداء
في وقفتك هذه
تدلى عشقي إلى
صولجان عنفوانك
غزلت ُ صوف بدلتك الوردية بحرير
عينيك الناعستين
لتورق أفقا غاية في الإخضرار
يا تاء
هو ذا الصاع صاعين
فهل يحق لي أ ن أقول أحبك
وتقولين بالمثل أحبك
أم نستبدلها بإفضاءات الساسة في الندوات
عذرا تاء ما كان العشاق يوما
يكيلون مثل الساسة بمكيالين
نبض العشاق يَنْدَهً رسوله المارد، الوديع
، فيستجيب
فترتج الشفاه والأوصال
في عرش بلقيس وما جاورها من القصور
للعشاق إستثناءاتهم
وللساسة خبثهم
ما كنا يوما- يا تاء – ساسة
اسألي المارد الوديع
فهو من يفضي
وهو الناطق الرسمي
في كل الندوات
وهو من يسقي
وجدنا بعبق وعطر وقفتك
وبدلتك البنية
أأقول يا تاء – مكبلا – بأغلالك
أسيرا في الندوة
أمام الأعيان والوجهاء
أحبك وتحبينني
أم أنتظر حكم القاضي
لينطق بالحكم
أمام الأعيان والوجهاء والآنام
أأٌقول جهرا بلا خجل
شغفتً بعيونها وهي الفاتنة
ترفل في ردائها البني كما الغزالة
كما الحمامة
أأقول
أحبها وتحبني
كما قال الشاعر القديم
ويحب ناقتها بعيري ( 1)
صاع القمح في شعرك الأشقر
بلح وتمر وأحاجي المعاني
ما صرعني الشوق ملفوفا
في نبض الأماسي
ولا الندوات الزائفة
كل ندوة بذرة وكل اللطائف أحاجي
ورسائل المارد ، الرسول بيننا وصال
حين دفاتر الشفاه الناعسة
فيك تزف الإرتجاج
أيا وردية الوجنتين الناعمتين
ما حيلتي إن دعوت ً ربي
ألاّ يكبلني ماردك
وأنا أحتسي قهوتك رشفة رشفة
حين تطل نكهتها من إزار
وإزار
ما حيليتي إن دعوتُ ربي
أن يجيرني من أسر عيونك وبدلتك البنية
حين أمتشق عنفوانك فخرا
أمام الأعيان والوجهاء :
عنترة وأنت بين أناقة البدلة والرداء
وبين جناحي :عبلة وشتول
ميلاد نبضي
ما ذنبي – وما أسعدني كلما
صحوت على احتسائك لقهوتك
وماردي لا يًرمى بالشهب
هو ذا الصاع أميرتي
إن أفضيتُ بصدق العشاق
لا بخبث الساسة
وأشباه العشاق
وأشباه الوجهاء والأعيان
ولا حتى بفقه الأديان
لا فقه إلا فقه الحب
ولا فتاوى إلا فتاوى الوجد
أميرتي ،
لفيني يا تاء بين شعرك الأشقر
وبدلتك البنية
هذا دعائي
وهذا رجائي
ما ذنبي إن تضرعت
الى شفاهك ربّا
وفتنة للجوى والإفتتان
وإن غدوت عشيقا صبيا
مثل أحاجي الأطفال
ما ذنبي إن تضرعتً :
اللهم أجرني من عقاب عيونك
ومن شعرك ووجنتيك
ومن تبعات الهمسات
إذ قالت الأصداء منتشية :
أمين يا رب العشاق
هامش
– 1) تضمين من قصيدة منُخَّل اليشكري شاعر جاهلي،
أحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى