وفاء السموأل

✍️عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون :

لما أراد امرؤ القيس المضي إلى قيصر ملك الروم، أودع عند السموءل دروعا وسلاحا وأمتعة، تساوي جملة كثيرة؛ فلما مات امرؤ القيس أرسل ملك كندة يطلب الدروع والأسلحة المودعة عند السموءل، فقال السموءل: لا أدفعها إلا إلى مستحقها،
وأبى أن يدفع إليه منها شيئا، فعاوده، فأبى؛ وقال: لا أغدر بذمتي، ولا أخون أمانتي، ولا أترك الوفاء الواجب علي.
فقصده ذلك الملك من كندة بعسكره، فدخل السموءل في حصنه ، وامتنع به، فحاصره ذلك الملك، وكان ولد السموءل خارج الحصن، فظفر به الملك، وأخذه أسيراً، ثم طاف حول الحصن، وصاح بالسموءل، فأشرف عليه من أعلى الحصن، فلما رآه قال له: إن ولدك قد أسرته، وها هو، فإن سلمت إلي الدروع والسلاح التي لامرئ القيس عندك رحلت عنك، وسلمت إليك ولدك، وإن امتنعت من ذلك ذبحت ولدك وأنت تنظر! فاختر أيهما شئت. .

فقال السموءل: ما كنت لأخفر ذمامي ، وأبطل وفائي؛ فاصنع ما شئت!
فذبح ولده، وهو ينظر. ثم لما عجز عن الحصن رجع خائباً، واحتسب السموءل ذبح ولده، وصبر محافظة على وفائه؛ فلما جاء الموسم وحضر ورثة امرىء القيس، سلم إليهم الدروع والسلاح، ورأى حفظ ذمامه، ورعاية وفائه أحب إليه من حياة ولده وبقائه. وقال في ذلك:
وفيت بأدرع الكندي إني
. إذا ما خان أقوام وفيت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى