ذكريات الأمس

✍️مرشده يوسف فلمبان :

قالت وفي خاطرها غصة وألم :
تنتابني نوبة بكاء شديدة حين أخلو مع نفسي.. ماالعمل وقد مللت مما يخطه قلمي على سطور مذاب فيها أنيني وتعبي؟ أحببت أن أبدل من روتين مساري الذي يقلني إلى مركب الإحباط والتذمر.. وأدير دفة قلمي إلى مساحات قلبي الموجوع.بقبس من ضياء الأمل.. وأجثو بكل حنيني إلى مراتع الذكريات الجميلة.. أشعر لحظتها أن في داخلي مازالت تندس طفلة مدللة تتسلق أسوار ذاكرتي.. تعبث بكل تفاصيل لحظاتي.. تشغل أوقاتي.. وعند الفجر بعد صلاتي وخلوتي مع ربي.. أهرب من كهوف الوحدة ومن واقعي المرير.. أجلس على جلستي المعهودة أمام التلفاز.. أتابع في شوق ولهفة حلقات مسلسل كرتوني (لوسي) طفلة فقدت ذاكرتها.. وتغيبت عن أسرتها وبعد بحث مطول من قبل أسرتها وبعد صحوتها وعودة ذاكرتها عادت لمرحهاوجمال لحظاتها.. تغني في غابات الشوق والفرحة.. هكذا أنعم بمشاهدتها.. فهذا هو جانب من طفولتي الجميله في الزمن الجميل.. ذكريات الأمس ما أعذبها!!
يحملني هذا وبكل أسى ندب حظ أطفال أليوم.. جيل الأيباد والأجهزة الذكية التي شوهت جمال لحظاتهم ولحظاتنا معهم.. وغيبت معالم الجمال الروحي في نفوس البشر.. نراهم يقبعون مع أجهزتهم مطأطئي الرؤوس في كل زاوية من زوايا المنزل.. كل في اهتماماته.. لايتخاطبون مع أحد.. حتى التلفاز هجره الأطفال.. فلا تعنيهم برامج الأطفال إطلاقََا.. ولو أن أفلام الكرتون أكثر إيذاءََا لمحتواهاالسيء المدسوس كالسم في العسل.. فقد غيبت الأجهزة الذكية عنا الطفولة النقية جعلتنا نشعر أن حياتنا في هامش البؤس وقمة التوجع النفسي.
ما أجملهاتلك اللحظات التي تعيدنا مع أبنائنا إلى جمال الأيام..
والسؤال يطرح نفسه : لماذا نختزل الألم و القسوة لأنفسنا؟
ألايحق لنا أن نطبطب على ذواتنا بحفنة فرح وبهجة؟
فهل قدوة الوالدين والتربويين في مؤسسات التعليم.. والإعلام تسهم في إنقاذ الطفولة المعاصرة ليكونوا قادة الغد رجالََا ونساءََا؟
عسى الله يغير الحال.. ومن يكن مع الله في هديه.. يهده الله تعالى فردََا أم مجتمعََا..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى