سهام الأهداب
✍️ أحمد محمد زقيل :
يا ربةَ الأهدابِ منذُ رشقتِني
بسهامِ لحظِكِ مُتُ فيكِ غراما
ونحلتُ حتّى كدتُ أغدو إبرةً
وأخرُّ رغمَ تجلُّدي استسلاما
وسهرتُ حتى صارَ ليلي سرمداً
وغدا النهارُ لناظريَّ ظلاما
ويبيتُ طيفُكِ عابثاً بخواطري
وأبيتُ أستجدي الجفونَ مناما
أوكلما أغمضتُ طرفي فزّني
لك طارئ فيزيدُني استفهاما
من أين جئتِ وكيفَ صيّرتِ الرؤى
ناراً وفجّرتِ الضلوعَ ضِراما ؟
وخطفتِني مني وأشعلتِ الهوى
حتّى احترقتُ بهِ جوىً وهُيَاما
ومتى يفوزُ القلب منكِ ببسمةٍ
ويقول لي مسرور طبتَ غراما
وأراكِ تنسابينَ حولي جدولاً
من لؤلؤٍ والسحر حولك حاما
يا ربةَ الحُسنِ التّي أدمنتُها
وجعلتُها لقصائدي الإلهاما
إني عشقتُكِ ضِعفَ قيس صامتاً
والعشق أسمى أن يكون كلاما
خبأت عشقَك في الضلوعِ فإذ به
ينمو حدائقَ سوسنٍ وخُزامى
فعلامَ أكتمُ والدموعُ شواهدٌ
ومشاعري تستنطقُ الأقلاما
ويكادُ قلبي أن يفرَّ بشوقِهِ
فرَّ السجينِ إلى الخلاص تماما
فلتنظري للمستهامِ برحمتةٍ
كي لا يموتَ على يديكِ حراما
ولترحمي قلباً أضاعَ صوابَهُ
في مقلتيكِ وكُحِلها مُذْ هاما
إن الجفونَّ مصائدٌ سحريةٌ
كفي صدودِكِ قدْ مُلئتُ سِهاما
ولتسعفي دنِفاً تملّكَهُ الجوى
وصليهِ إنَّ الوصلَ صارَ لزاما