تجاربي في الحياة٢٧ (أهمية وعظم الشورى)

✍🏼للكاتب الدكتور عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان

قال الله تعالى: (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورىٰ بينهم ومما رزقناهم ينفقون).
الشورى أساس العدل، والأسرة السعيدة تسودها الشورى، والمجتمع المثالي تسوده الشورى؛ لأنَّ الشورى دليلٌ على تلاحم المجتمع، فكل رأي سديد وراءه متشاورون؛ ومن هنا يمكن القول: أنت تشاور إذا أنت تسير على نهج النبي-صلى الله عليه وسلم- وقد طبق الرسول- صلى الله عليه وسلم- الشورى مع أصحابه في غزوة بدر، عندما استشار أبا بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب-رضي الله عنهم- في أخذ الفدية من أسرى بدر، حيث أشار أبو بكر بالأخذ، بينما لم يشر عمر وعلي بالأخذ، فهوى النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى ما قاله أبو بكر، فأخذ الفداء من الأسرى ،ورأي الجماعة أفضل من رأي الفرد،
فمن أعظم فوائد الشورى على الفرد والمجتمع إصابة الحق في الغالب: فإن الآراء إذا عرضت بحرية تامة، وأدلى كلٌّ بحجته، وكانت النية صحيحة، والهدف هو الوصول إلى الحق، وقدمت المصلحة العامة، وتجرَّد المتشاورون عن الأهواء والدوافع السيئة، مع التوكل على الله تعالى، فلا أشك أنَّ النتائجَ تكون سليمة، والعواقب حميدة، والتسديد والتوفيق يتنزل من الله تعالى.
وتفيد الشورى في حل المشكلات، وهي من مبادئ التفكير الشمولي، حيث إنِّ إخضاع أي مشكلة للتداول الشوري الحر يُمكِّن أهل الشورى من رؤيتها من زوايا واتجاهات متباينة متقاطعة، وبذلك تضاف الرؤى الجزئية بعضها إلى بعض، وتتضامن وتتكامل قدر الإمكان، وتتشكل في كل مرئي للجميع ثم تتسق وتتوحد محاولات التحليل والتشخيص والإسهامات في اقتراح الحلول، ولا يُتاح ذلك إلا للجماعة المتوحدة؛ لأنَّ العقل الواحد -مهما كان كبيرًا نافذًا- لا يستطيع أن يلمَّ بجميع المعلومات المتعلقة بكل المشكلات التي يتعرض لها، ويفهمها، ويحللها ويشخصها، ويقترح الحلول المجدية في شأنها.
كما أن الشورى تمنع من الوقوع في الندم؛ لأن الشخص الذي يستشير الآخرين ويأخذ برأيهم لا يندم ولا يقع عليه اللوم ،أو العتب، فما خاب من استشار.
لقد ساد الإسلام بالشورى، كما أن الاستشارة ليست خسارة، وكما يقولون استشر ثم استخر، ونجاح العمل بقوة التوكل على رب العالمين وبالشورى، فهي عامل من عوامل إنضاج الفكر والرأي العام، حيث تسهم في تكوين الرأي الرشيد الذي يساعد على استقرار الأمور، والقضاء على السلبية واللا مبالاة التي يعاني منها البعض،
وكذلك من فوائدها تلاقح الأفكار: وتكامل الثقة، وتبادل الخبرة والاطلاع على ما عند الآخرين، والاستفادة من الخبرات المتنوعة، وبعبارة أخرى حصول التكامل بين أفراد المجتمع بالخيرات والبركات والحد من منغصات تحول دون تحقيق السعادة والابتهاج. رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم، رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بنعجان، سفير جبر الخواطر ،كاتب صحفي ، ومخترع [email protected]

Related Articles

Back to top button