هناك من لا يشعرون بفرحة العيد

✍ صالح الريمي :

في العيد هو تجمع العائلات صغارًا وكبارًا حيث البسمة والبهجة والسرور والفرح والسمر، فنبتسم حين تحيط بنا السعادة من كل جانب، لكن مع فرحنا بالعيد أحيانًا تغيب عن أفكارنا واقع الناس وآلامهم ومشكلاتهم، نحلم فنهيم في الخيال ونسرح ونمرح وننسى من حولنا ومن لهم حق علينا..
فلماذا نغفل عن حق الفقير والمسكين وحاجتهم الملحة للمساعدة في أفراحنا؟؟ ولماذا ننسى أن هناك ألم يعتصر قلوبهم وهم يشاهدنا فرحين مستبشرين بالعيد؟ هل ضمائرنا ميتة أم راقدة في النسيان؟

في العيد موائدنا مليئة بما لذ وطاب من أصناف الطعام وأجمل الحلوى وأرقى الشكولاته، ونلبس أفضل وأجمل الثياب، وفي الطرف الآخر أعرف أسر فقيرة كسرهم ذل السؤال يتجمعون على أمل يأتي محسن ليطرق الباب عليهم ليطعمهم من جوع ويسد رمقهم، ويكسو أطفالهم بملابس العيد لعلهم يفرحون مثلنا!!
هل تريدون أن تشعروا قليلًا بإحساس هؤلاء الفقراء؟ اسألوا الأسر الفقيرة كيف هي حالهم في العيد؟ وكيف يقضون وماذا تصنعون في تلك الأيام السعيدة؟ هؤلاء الفقراء كل سنه يفقدون حلاوة ومتعة العيد . 

دعونا نحسسهم بجمال وفرحة العيد، وندع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاضدهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، ينطبق علينا واقعًا في حياتنا وسلوكنا وأفعالنا..
وتذكروا دائمًا أنكم في نعمة لا تشعروا بها إلا إذا رأيتم غيركم محرومين منها، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، أتعلمون أنه من أبسط الأعمال التي قد تقومون بها كلمة طيب أو فعل حسن أو ابتسامة أو رأفة في تعامل أو هدية بسيطة أو صدقة صغيرة أو دعاء صادق أو وأو….

هناك الكثير جدًا من الففراء لا يشعرون بفرحة العيد بسبب جمود حالتهم المعيشية المزرية، فعلينا جميعًا واجب تبديل حالهم التعيس إلى حال مشرق حتى ولو بأقل القليل، لأن القليل خير من الحرمان، كما أن نبي الرحمة أوصانا بكفالة اليتيم وجعل كافل اليتيم رفيقًا للنبي في الجنة ملازمًا له كملازمة الأصابع لبعضها..
ومهما عملنا مع الفقير واليتيم لا نعوضه شيئًا، لكن لمسة حنان ونظرة عطف من أهله وأقرب الناس إليه يمكن أن تزيح ولو القليل من الحزن والألم الذي سكن قلوبهم ورسم بدلًا منه بسمة على وجوههم.

تخيلوا معي أن هذا العمل هو أحب الأعمال إلى الله جل وعلا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (… وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا)، وقد سئل رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل، وقال عليه الصلاة والسلام: (إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته أو كسوت عورته أو قضيت له حاجة)، لذا احتسب على الله في أجر السرور الذي تدخله على قلوب الفقراء والمحتاجين في أيام العيد.

*ترويقة:*
اللهم سخر للفقراء من يكفكف دموعهم ويدخل الفرحة والسرور على قلوبهم، يارب قد حرمتهم المال فارزقهم الفرحة والسعادة بهذا العيد السعيد المبارك..
اللهم اجعلنا ممن يمسحون دموع الفقراء والمحتاجين، اللهم أهدنا إلى فعل الخيرات، وارزقنا حب المساكين وحب الإنفاق في سبيلك، وتقبّل منّا إنك أنت السميع العليم.

*ومضة:*

اللهم لا تحرم فقيرًا فرحة العيد..
قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).

✒️ صَالِح الرِّيمِي

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى