مناسباتنا والورد البلاستيكي
✍️عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون :
مع تكاثر تطبيقات وبرامج التواصل الاجتماعي انشغل الناس عن حقيقة التواصل الإنساني المباشر، وصار الناس يضعون لذلك الكثير من المبررات، بالرغم من أن أغلبها ليس واقعيا، فصارت التهاني والتعازي والتحيات قص ولصق وإرسال، فأحدهما يرفع والآخر يكبس، تماما كلعبة الكرة الطائرة، وحصل في هذا من الطرائف والإحراجات الشيء الكثير .
الوقت متوفر، والأحباب من أقرباء وأصدقاء ومعارف كثيرون، والتواصل الهاتفي معهم يجدد العلاقات ويقويها، ويضفي على النفوس راحة وسعادة بسماع أصواتهم وما تحمله من نبرات الفرحة والمحبة مع جميل المفردات، وما تتخلله من بسمات وضحكات، كما أنهم سيشعرون بالامتنان لك لسبقك إياهم بالاتصال، فيبقى ذلك في ذاكرتهم لأمد بعيد، مع زوال ما قد يكون من كدر سابق وضيق بسبب كلمات أو تصرفات بسيطة لم تكن مقصودة، وفيها من تجديد الصلات ما يُحدث بعد ذلك من التصافي وتجديد المودة ما تبهج له القلوب وتأنس.
رسائل وسائل التواصل ما هي إلا كالورد البلاستيكي لا لون ولا رائحة، خالية من لطيف المشاعر وطيب الأحاسيس، وبيدنا أن نزرع الورود الطبيعية بألوانها الزاهية وأريجها الزكي في بساتين أواصرنا الاجتماعية، فانثروا الورد حواليكم ليعم عبيرها كل من حولكم، ومن ثم يزرعوا الورود فينثرونها على من حولهم كما نثرتموها أنتم.
ليكن لهذا العيد، بعد ما أمتعنا الله به من صيام وطاعات ونعم وافرة، طعم مختلف بكثرة الزيارات والاتصالات الهاتفية لأكبر عدد من أهلينا وأصحابنا وكبار السن، احتراما وتقديرا، ولصغار السن، كي يتعلموا معنى الوصل وجماله.