ذكريات رمضانية احمد زكي

    ✍️ د. فايل المطاعني :

وتبقي الذكريات  اجمل الأقدار على صعوبتها بعض الأحيان وجمالها حين اخر .

بمناسبة يوم المسرح العالمي. سأكتب ذكرياتي المسرحية من صغري  وانا عفريت مسرح احب المسرح ربما جيلي ارتبط بالمسرح طبعا المسرح ابو الفنون ،وكنت شغوف برواد المسرح العربي امثال علي الكسار ونجيب الريحاني يوسف باشا وهبي وجورج ابيض.
في تلك الأيام كان للمسرح أهميته ومعظم النجوم سواء كانوا نجوم تلفزيون أو سينما كانوا نجوم مسرح اساسا فؤاد المهندس نجم شباك المسرح بلا منازع وايضا العبقري سعيد صالح وعادل امام واحمد زكي وغيرهم . اممم ماذا اريد ان اقول  الحقيقة كانت لي تجربة مسرحية واحدة، في المسرح المدرسي.
كان ذلك في الصف السادس في المدرسة النهيانية بدولة الإمارات العربية المتحدة حيث كنت ادرس
كان استاذ الفنون معجب بموهبتي  ايام ما كان للفنون استاذ!!
وفي يوم من الايام طلبني لعمل مسرحي مدرسي واخذ وقال لي حرفيا : والله يا فايل لو استمريت في التمثيل سوف تصبح احمد زكي الخليج ! وطبعا لا يوجد اطراء اجمل من هذا الاطراء، لفتي يشق طريقه الى المسرح والشهرة ونحن في الخليج نحب الفنان الراحل أحمد زكي له شهرة طاغية لدينا.ربما لاقتراب شكله وهيئته من أهل الخليج ،المهم حديث معلمي اعطاني دافع قوي وجعلني احلم بالشهرة والمال. وايضا الحسناوات  الآتي سوف يصطفوا طابور للتوقيع لهن مثلما اري في حفلات تكريم النجوم .
وأصبح لدي غرور فني فعندما يخاطبني زميل اقول له :لو سمحت انت تتحدث مع احمد زكي الخليج ،مع العلم انني لم اقرا الدور المفروض تمثيله فقط .فقط قول الاستاذ انك ستكون معنا في المسرحية القادمة. وجاء الاستاذ بالدور وأخبرني ماذا سيكون دوري ..قال : المسرحية اسمها( هجرة المسلمين إلى الحبشة) وبما أنني اسمر توقعت أعطائي دور البطولة أو على الأقل دور ملك الحبشة منها دور بطولة ومنه توفير للمكياج وتغيير لون  فكل شي طبيعي .

يعني الدور متفصل عليه مثلما يقولون أهل الفن …اعرف اعرف تقولون يا حظك اخذت دور البطولة من اول عمل مسرحي …الحقيقة هو دور بطولة  فبدوني لا وجود للملك اقصد من ضمن اكسسورات الملك والفخامة وجودي انا  لن أطيل عليكم  كلنا يشاهد المسلسلات التاريخية ونعرف أن في قصر كسري أو قيصر  هناك كرسي يجلس عليه الملك ..لا لا لست الكرسي الذي يجلس عليه الملك بالطبع .

أنا كنت وبلا فخر الرجل الذي يمسك ريشة النعام ويرفعها بهدوء لتبريد وجه الملك يعني بالمفهوم المعاصر أنا كنت جهاز التكييف لملك الحبشة ….
طبعا عندما قرأت الدور أصبت بخيبة أمل  ..انهار حلمى وذهبت الاضواء والشهرة والسجادة الحمراء التي كنت أحلم بالمرور من خلالها إلى الشهرة العالمية والحسناوات يصطفوا طابور للحصول على توقيعي مثلما اري في حفلات الاوسكار وتكريم نجوم الفن …ولنا في الذكريات حياة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى