دام عزك يا وطن
✍️ أحمد بن محمد زقيل :
هو موطني أرض الفضائل
ناصر المستضعفين إذا الِندا وافاه
هو موطنُ الحرمينِ منهُ تنفستْ
كلُّ البطاحِ وقلـنَ ما أذكــاهُ
وطني… بلادُ الأنبياءِ تباركتْ
بالخيرِ – بين العالمين – خُطاهُ
وطني… صلاة الفجر ‘ صوتُ مرتّلٍ
للذكرِ ‘ مفتاحُ الجِنانِ لِــواهُ
وطني … بلادُ الساجدينَ لربهمِ
الحامدينَ … الشاكرينَ .. عطاهُ
بهاء الكون
ظلّي بهاءَ الكونِ و أتلقي
ثمَّ ارتقي الغيماتِ و امتشقي
مدّي جناحَك أخضراً رغِداً
وازي النجومَ وأنت ِ في سمق
يا تربةً و كأنها ذهبٌ
متوضئٌ من جدولِ الألقِ
حلّتْ بكِ البركاتُ و انهمرتْ
ضوعا من الأنسامِ و العبقِ
يا درةَ الأكوانِ يا شمساً
ترمي خيوطَ الضوء في الأُفقِ
هذي المشاعرُ من هواكِ نمتْ
جُملاً تصوغُ الشعرَ في نسقِ
بلواعجي و مشاعري امتزجتْ
( مثل امتزاج البحرُ بالشفقِ )
ثارتْ على شفتيَّ و اتقدتْ
و تراكمت ( طبقاً على طبقِ)
وتشكّلتْ أجواؤها سُحُباً
و همتْ بيانَ القولِ في ورقي
قالتْ ألا يا أرضَّ مملكتي
دومي بكلِّ تقدمٍ و رُقي
و لترفعي الأعلامَ شامخةً
حتى يعودَ الظهرُ كالفلقِ
غطي شعاعَ الشمسِ يا أرضي
و لتحفظي ( سلمانَ ) في الحَدَقِ
سيري على ممشاهُ آمنةً
وبحُكمِهِ و دهائهِ فثقي
ولكِ الدعاءُ نسوقُهُ زمراً
نحو الإلهِ بصوتِ كل تقي
عظمة وعزة وريادة
يا شعرُ قفْ بي كي أُطالعَ ما جرى
وافتـحْ مـمرات القصيدِ لأعـبرا
و أُطلَّ من خلفِ القوافي شاعـراً
فـرشَ المعاني بالجمالِ و دثّـرا
قف بي على أرضِ النقاءِ لبرهةٍ
كي أستقي منها معيناً كـوثرا
و أبُلَّ ريقي من سُلافِ رحيقِها
فأبوحُ شعرا – ملءَ ثغري – سُكّرا
كي أدخلَ التاريخَ من أبوابِهِ
و أرى كتاب المجد كيف تسطّرا
وحوى حكاية موطني في كُنهِهِ
و روى أحـاديثَ الخلــودِ و فسـّرا
عن موطني الزاهي و كيفَ تأسستْ
أركانُهُ وإلى الفضــاءِ تسوّرا
( عبد العزيز) أتاهُ فجراً أبيضـاً
ورمى القميصَ عليهِ حتّى أبصرا
لمَّ الشتاتَ مُوحِداً أقطارَهُ
وأقامَ مملكةَ الشموخِ و سوّرا
كلِّ الدويلاتِ التي كانتْ بها
رهنَ الصراعِ غدتْ بِساطا أخضرا
تمتدُ من أقصى الشمالِ بهيّةً
حتى الجنوبِ و كلُّ شبرٍ أزهرا
كفا سعود كالسحاب تباركا
جادا نعيماً في البلاد و أمطرا
من بعده حمل اللواءَ مناضلٌ
بطلٌ تسرمدَ بين أفئدةِ الورى
هو ( فيصلُ ) الأمجادِ رمزٌ خالدٌ
رسم الحدود مع الجوارِ و سطّرا
من بعدِهَ قد جاءَ ( خالدُ ) حاملاً
ضــوءَ الشموس كأنّ صُبحاً أسفرا
مازال حيّا في القلوبِ مُخـلّـداً
يُعطى الحياة جلادةً و تصبُّرا
يا موطن الحرمين ( فهدٌ )لم يزل
حيّا بأعماقِ القلوبِ وفي الـثـرى
في كلِّ نبضٍ للحياةِ بعزمِهِ
يقتدُ من بردِ المواقفِ مئزرا
وكذاكَ ( عبدُ اللهِ ) إسمٌ حاضرٌ
في صفحة التاريخِ يلمعُ جوهرا
لله درُ الأرضِ كيفَ تمخّضتْ
مـلِـكـاً بحكمِتهِ تميّز وانـبـرى
والآنَ قفْ بي يا قريضُ مُصافِحاً
ملِـكـاً تلأ لأ. …َ للبريةِ مـثمرا
قفْ بي على ( سلمانَ ) و اقرأْ أحرفاً
بالفخر تجعل كلَّ أفقٍ دفترا
(لاغرو أن يهوى المليك المفتدى )
شعب رآه لكل خير مصدرا
هو فارسُ الحزمِ الذي من بأسِهِ
خرَّ العميلُ أمامَه و تقهقرا
هو خادمُ الحرمينِ رافعُ رايةَ
الإسلام هدّ العابثين و كسّرا
ياشعر قف بي حيث أسنى قامةٍ
قفْ حيثما صلى الزمـان و أوترا
بلّغ ( محمداً ) الأمير تحيّةً
من كل أرجاء المدائن والقرى
بلغ ولي العهد كل تحية
من جاء بالخير الوفير مبشرا
نعم الأميرُ بخيرِ أرضٍ لم يزلْ
يسعى لإحلال النماء ِ مُعمِّرا
سِرْ يا أميرُ إلى المعالي شامخاً
رمزَ الأخوة بالعدالةِ أجدرا
هذي بلادٌ كلّما خبأتُها
ألقى هواها في الضلوع تجذّرا
وطني ويرتدُ الصدى متعالياً
بينَ المآذنِ هاتفاًً و مُكبرا
دامتْ ديارُكَ بالأمانِ حفيفةً
يامنْ بكَ المختارُ صامَ و أفطرا
بيعة دائمة وولاء راسخ
هذا مكانُكَ في الفــؤادِ تسرمـدا
وفمي لوصفكَ بالمديحِ تفرّدا
و مع دمي يجري البيانُ مسافراً
يرجو احتضانَك في السطورِ مؤبدا
من أين أبتدئ القصيدَ ؟ تفجّرتْ
لغتي بوصفِـك والكــلامُ تـوقّـدا
حجّتْ إليكَ المفرداتُ بسحرِها
و تشبّثَ المعنى بنورِكَ فاهتدى
يا سيدي هذي الحروفُ تبسّمتْ
لما رأتكَ محنكا و مسددا
وتبسّمت جازان ملءَ ربوعِها
طربا فأزهر وجهها و تورّدا
واستبشرت في عهدك الوضاءِ يا
ملكا صداه مدى الزمان ترددا
حتى الصخور تبسمت نشوانةً
والرملُ غنّى للزهورِ و أنشدا
فرأيتُ هذي الأرضَ تغدو روضةً
غناءَ من أفيائها اخضرّ المدى
حملتْ لك الأنسامُ حبّاً صادقاً
باسمِ الولاءِ مدى السنين مُجددا
من أهلِها و شعابِها وسهولِهـا
بيعا وعهداً في القلوب توطّدا
وجميع شعبك بايعوا واسترخصوا
الأروحَ أن تغدوا لموطنهمْ فِــدا
ما أن حللت قلوبهم وعقولهم
لم يتركوا للودِ باباً موصدا
يا حامي الوطن الذي بحسامِهِ
قهرَ الشياطينَ العُتاة و صفّدا
وأقامَ للأمجـادِ صرحـاً واسـعــاً
وبنى عظيمَ المنجزاتِ و شيّدا
حدُّ الجنوبِ مسطِــرٌ أفعالَــهُ
كتبَ الوقائعَ بالدماءِ و أبجدا
يا منْ يهابُ العابثون لـقـاءهُ
دحرَ الغزاة عن الحُدودِ وبددا
دمُنا يفورُ بعزةٍ و كرامةٍ
ودمُ الغزاة على الرمالِ تجمّدا
رهنُ الإشارةِ إنّنا لا نرتضي
غيرَ الكرامةِ و الشهامةِ مقصدا
إنّا لِما ترجوهُ أسدٌ زمجرتْ
نتخطّفُ الباغينَ لا نخشى الردى
سِرْ إننا ماضونَ خلفكَ لن ترى
إلا الرصاصَ يشقّْ أكبادَ العِدا
وإذا قصدتَ السلمَ إنّا أسوةً
بسلامكَ الميمونِ مدّينا اليدا
نبني البلادَ مقبلين ترابها
حتّى نُحيلَ الرملَ فيها عسجدا
نحنُ البناةُ كفوفُنا تواقةٌ
لغدٍ تخِرُّ لهُ الأماني سُجدا
فلنا بكمْ مثلٌ عظيمٌ نقتفي
آثارَهُ فيظلُّ فينا المرشِدا
نعمَ الأمير محمدٌ مَن خيرُهُ
بالنورِ شعَّ كأنما بدرٌ بدا
فلهُ برؤيتهِ مكانٌ راسخٌ
بينَ القلوبِ على الولاءِ تسيّدا
في قمةِ العشرين سجّلَ موقفاً
بالفخر وامتهن الحسودَ و كبّدا
ولنا الأميرُ ( محمدٌ بن ناصرٍ )
مَن حازَ من نفحاتكمْ ثم اقتدى
مثلٌ لتشييدِ البلادِ بهمةٍ
فلكم بنى هذي الدروب و مهّدا
حتّى غدتْ ( جازانُ ) من أعمالِهِ
بالمنجزاتِ لكلِّ فنٍ موردا
ــــــــ وحدة الوطن الخالدة ـــ
قف بالحروفِ وحيلها إنشادا
يا شِعْرُ ، واحملْ للبلادِ قِلادا
جُدْ من قوافيكَ الجِزالِ لموطنٍ
أسَرَ القلوبَ محبةً ووِدادا
وطنٌ – ورغم الحاقدين – منعَّمٌ
ولأجلهِ نسترخصُ الأكبادا
هانحنُ يا وطنَ الإباءِ سنحتفي
ويحقُّ أن نستكملَ الأعيـادا
يا موطناً بعث الحبيبُ بأرضِه
وبنى لهامةِ مجدهِ أوتادا
فدام عزك أنت نبراسٌ سما
لَبِسَ العُلا وتقلَّدَ الأمجادا
(عبد العزيز ) أتى سحائب نعمة
وهمى على كل البقاع وجادا
( صقر الجزيرةِ ) مَنْ أقامَ توحداً
لبلادهِ ولشعبهِ وأشادا
رفع القواعدَ بالوفاء مشمِّرا
ودعا بنيهِ إلى البناءِ ونادى
ضحوا براحتكمْ لأقدس موطن
أوْصُوْا البنينَ و علِّموا الأحفادا
فاخضوضرتْ كل التلالِ بجهدهم
والخيرُ عَمَّ بلادنا وازدادا
وتناقلوا تلك الأمانة بالرضا
واستقبلوا بعد الجهودِ حصادا
من بعدهم ( سلمانُ )جاء مبشرا
رامَ الحياةَ لشعبهِ إسعادا
بالحزمِ جاءَ مزلزلاً أعداءنا
ومجدداً لبلادهِ الميلادا
وكذلك الفذُّ ( الأميرُ محمدٍ )
مَنْ باتَ في بلد الشموخِ عِمادا
حاز العلوَّ برؤيةٍ جبّارةٍ
وأعادَ في وطنِ الإبا ميعادا
إنا نثبت بيعةً لولاتنا
ونقول سيروا واقهروا الحُسّادا
فبمنهجِ الإسلام بالحرمين قد
أسَّستمُ شعباً هنا وبلادا
فلأنتمُ للدين نصرٌ خالدٌ
كنتم ودمتمْ للعِدا مرصادا
ولأنتمُ ذخرُ البلادِ وفخرها
وبكم نحققُ غايةً ومرادا
أمجاد بلا حدود
على حسنكِ الممتدِ زادَ التأملُ
وزاد اندهاشي فالمقامات أشمل
تحيّرتُ فيما أصطفي من محاسنٍ
ومن أيِّ بابٍ يا تُراني سأدخُل
بلادي وما أخفيتُ في الصدرِ جُملةً
لأنَّ حديثي من شِغافي يُفصّلُ
وما أبطنتْ نفسي من الحبِّ ظاهرٌ
ومن ذا يواري حُبَّهُ وهو يُشعَـلُ
يؤولنُي معناكِ للغيم قطرةً
فأسقط غيثا في القوافي وأهطلُ
لأنّكِ مالا أستطيعُ اشتمالَهُ
تأبجدتُ أبياتاً عسى القولَ يشملُ
وعدتُ أُروّي من دمائي قصيدةً
ليأتيكِ من نبضي كلامٌ مُفصّلُ
لميلادِكِ الزاهي وما أشرقتْ بهِ
شموسُكِ أعراسٌ وسُعدٌ مكمّلُ
ففي مثلِ هذا اليومِ قد نلتِ وحدةً
وها أنتِ في الأمصارِ مجدٌ مُبجلُ
سيادتُكِ الغراءُ في الأرضِ قبلةٌ
ومن حولها الأقطار ُ لبّوا وهللوا
فحقّّت لنا يا هذه الأرضُ بهجةٌ
سنزهو ابتهاجا يا بلادي ونرفُلُ
هنا موطنُ الأيمانِ قد ذاع صيتُهُ
لهُ في حمى الإسلامِ باعٌ مُطوّلُ
هنا من بلادِ الوحيِ من موطنِ الهدى
نقولُ سلامٌ أنتمُ الانَ أولُ
تقدّمتمُ الأوطانَ مجداً ورفعةً
وعانقتمُ الجوزا فمن ذا سيجهلُ
دخلنا إلى التأريخِ جُنداً نصوغُهُ
وما يجهلُ التأريخُ إلا مُضلَّلُ
للشاعر / أحمد بن محمد بن أحمد زقيل
إشراقة وطن
حـارَ الكـلامُ مُسـائـلاً فـحــواهُ
من أين أعبرُ و المدى كفـاهُ!؟
من أينَ أدخلُ بالقصيدةِ يا ترى!؟
وبـأيِّ شـطـرٍ أحــرُفي تلـقــاهُ
إنّي و إنْ جيّشتُ كلَّ مشاعري
سأعودُ بالخُسرانِ دون رضاهُ
هو موطني… من ذا يُعاتبُ شاعراً
حارتْ بما تأتي إليهِ رؤاهُ ؟
هو موطني… و أنا اتقدتُ مشاعلاً
وفتحتُ كلَّ بصائري لأراهُ
من ذا بقول الشعر يجمعُ موطِناً
في ألفِ بيتٍ شامِــلاً معناهُ
قالت حروف الأبجدية لن أفي
والشعرُ يعجزُ في البيوتِ بناهُ
من ذا يكافئُ بالقصيدةِ موطناً
و الـروحُ ترخصُ أن تكونَ فِداهُ
مـيـلادُهُ صُبـحٌ نقيٌّ أبـيـضٌ
سبتمبــريٌّ مُـشــرقٌ ببـهــاهُ
لمّا تجلى أشرقتْ ما حـولهُ
من داجياتٍ واحتمـتْ بحِمـاهُ
هو موطنُ الحرمينِ منهُ تنفستْ
كلُّ البطاحِ وقلـنَ ما أذكــاهُ
وطني… بلادُ الأنبياءِ تباركتْ
بالخيرِ – بين العالمين – خُطاهُ
وطني… صلاة الفجر ‘ صوتُ مرتّلٍ
للذكرِ ‘ مفتاحُ الجِنانِ لِــواهُ
وطني … بلادُ الساجدينَ لربهمِ
الحامدينَ … الشاكرينَ .. عطاهُ
هو موطني… أرضُ الفضائلِ ناصرُ
المستضعفينَ إذا النِدا وافـــاهُ
في يومِهِ الوطنيِّ تورقُ مهجتي
شعراً و يرفلُ في السطورِ هواه
فليحتفلْ بمجيئهِ مُتباهياً
وليخطفِ الأبصار وهجُ سناهُ
وليعتـلِ الجوزاء وضّاحا كما
شاء الإلـه مُعطِّــراً ممـشــاهُ
منطلق الأنوار..
ماذا من الوصف يحصي القولُ والخبرُ ؟
وحولَ معناكَ حارَ البدو والحضرُ
معناكَ حبٌّ وعشقٌ لا حُدودَ لهُ
شيءٌ جليٌّ تبدّى وهو مستترُ
معناكَ شيءٌ تكادُ العينُ تبصرُهُ
يمرُّ في بالِ من غابوا ومن حضروا
كأنّهُ لغةٌ تُخفي مدارِكَها
يحاولُ الشعرُ توصيفاً فيعتذرُ
لا شيءَ قدْ قيلَ إلا أنّهُ وطنٌ
وبعدها كلُّ ما جاؤوهُ ما عبروا
تعثروا في رمالِ الوصفِ وانكفأتْ
أفكارُهم فرموا الأقلامَ وانكسروا
وجئتُكَ الآنَ قلبي طائرٌ وفمي
نايٌ وروحُكَ حولي نرجسٌ عطرٌ
أحاولُ الآنَ فتحَ الشعرِ نافذةً
إليكَ كي تلجَ الأفكارُ والصورُ
أستجمعُ الحسَّ أُلقي ( نِردَ ) قافيتي
لعلّني إنْ نظمتُ القولَ أبتكرُ
رمالُكَ اليوم وردٌ والسما ألقٌ
ما غابَ عن خدِّها شمسٌ ولا قمرُ
والأرضُ تزهو إذ الأعلامُ زينتُها
خفاقةٌ حولها الأنسامُ والمطرُ
والفرحةُ المحضُ شقّتْ للنسيمِ فماً
حتى يُغني فيزهو الغيمُ والشجرُ
يا موطنَ العزِّ والإيمانِ مفخرةً
بعشقِكَ اليـومَ غنّى الطـيـرُ والبـشـرُ
وكلُّ ذي مُهجةٍ صاحتْ جوارحُهُ
يا مهبطَ الوحي أنتَ السمعُ والبصرُ
هي لنا دار
اذا ما تجلى السنا الأنور
وأسفر ميلادها الأنظرُ
تكّست جميع الربا خضرة
لأن احتفال الدنا أخضر
بميلادها فاخرت أمة
وقالت ولدنا هنا فانظروا
هنا مهبط الوحي أرض الرسول
هنا البيت والحرم الأطهر
هنا المجد والعز قد سجّلا
سطور من النور لا تنكر
بلادي وقلبي بها عامر
وقلب بلا عشقها مقفرُ
بلادي فديتك أرض الملوك.
فديتك انت المنى الأزهر
إليك أزف التهاني العِذاب
وروحي لحون بها تعصرُ
فديت ترابك أرض الشموخ
وأما على عشقها نفطرُ
إذا كان للمجد من صهوة
فإنت بصهوته أجدر
لأنك أنتِ انتماءُ الهوى
فإن انتمائي لك الأفخرُ
سأشدو بحبكٍ شرقاً وغرباً
وأغدو لحوناً بهِ أنثرُ
لكي تعلمَ الأرضُ معنى الهوى
بما شاعَ مني وما أُضمرُ
وتشهدُ أنّي بها مغرمٌ
وأن الهوى في دمي مُبحرُ
لأنَّ هواك يقينٌ وحقٌ
سأبقى أحبك لا أفتر
السعادة الأبدية
هذي البلادُ عظيمةٌ بحماتها
من سطروا بشموخها الأمجادا
ولنا مع الشهداء موقفُ عزةٍ
عاشوا الحياةَ إلى المماتِ جِهادا
لهمُ الخلودُ وتلكَ دارُ مفازةٍ
يا سُعدَ من تركَ الدُنى استشهادا
بالفخرِ آل الشهداء تفردوا
بكمُ الجموع تفاخر الأشهادا
يا موطنَ الحرمينِ عزُكَ شامخٌ
فلقد غدا للعالمين مراد