نبذة عن حياة صحابة رسول الله الحلقة السابعة عشر

حبر الأمة وترجمان القرآن .. عبدالله ابن عباس ابن عبدالمطلب

د. لبني يونس : 

هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، (3 ق هـ / 618م – 68 هـ / 687م) صحابي جليل ومحدث وفقيه وحافظ ومُفسِّر، وهو ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأحد المكثرون لرواية الحديث، حيث روى 1660 حديثًا عن الرسول، ولهُ في الصحيحين 75 حَدِيثًا متفقا عليها.

رافق عبد الله بن عباس النبي عليه الصلاة والسلام وروى عنه ، وقد دعا له النبي قائلًا: “اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل”، وقال أيضًا: “اللهم علمه الكتاب، اللهم علمه الحكمة”، توفي النبي وعمره ثلاث عشرة سنة، فكان يفسّر القرآن بعد موت النبي، حتى لُقِّب بـ حّبر الأمة وترجمان القرآن، والحبر والبحر.طلب عبد الله بن عباس العلم والحديث من الصحابة ، وقرأ القرآن على زيد بن ثابت وأبي بن كعب، وكان يسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من الصحابة، كان لابن عباس مجلس كبير في المدينة يأتيه الناس لطلب العلم، وكان يُقسِّم مجلسه أيامًا ودروسًا، فيجعل يومًا للفقه، ويومًا لتفسير القرآن، ويومًا للمغازي، ويومًا للشعر، ويومًا لأيام العرب. وقد روى حوالي 1660 حَدِيثًا، ولهُ في الصحيحين 75 حَدِيثًا متفقا عليها، وتفرد البخاري له بِـ 110 أَحَادِيثَ، وتفرَّد مسلم بن الحجاج بـ 49 حَدِيثًا

وقيل إنه ولد عبد الله بن عباس في مكة في شعب أبي طالب قبل الهجرة النبوية بثلاث سنوات ، وهاجر مع أبيه العباس بن عبد المطلب قبيل فتح مكة فلقوا النبي محمدًا بالجحفة، وهو ذاهب لفتح مكة، فرجعا وشهدوا معه فتح مكة، ثم شهد غزوة حنين وغزوة الطائف.

وقد اختلفت الروايات حول سنة مولد عبد الله بن عباس على عدة أقوال:

القول الأشهر أنه وُلِدَ في عام الهجرة إلى المدينة أي سنة 622م، وهو ما يؤيده ما يرويه سعيد بن جبير .
بينما قال ابن منده: ولد قبل الهجرة بسنتين.

التعريف به  
هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. أبوه العباس هو عم النبي محمد، لذلك فإنه يلتقي في نسبه مع النبي محمد في عبد المطلب بن هاشم.

وامه رضي الله عنه أم الفضل بنت الحارث المعروفة باسم لُبَابَة الكُبْرى الهلالية بن حَزْن بن البُجير بن الهُزَم بن رُؤَيْبَة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عِكْرِمَة بن خَصفة بن قَيْس بن عَيْلان بن مُضَر، وهي أخت ميمونة بنت الحارث زوجة الرسول محمد.

كنيته رضي الله عنه أبو العباس. وله من الاخوات تسعة إخوة من أبيه حسب أغلب المصادر،
وهم الفضل ، وعبيد الله، ومعبد، وقثم، وعبد الرحمن، وكثير، والحارث، وعون وتمام. وأصغرهم تمّام، وعبد الله هو الأكبر من تمّام مباشرةً. فكان العبَّاس يقول:

وله من الأخوات ثلاثة، هن: صفية، أميمة، أم كلثوم، ويقال لها أم حبيب.

متي اسلم   لا يُعرف بالتحديد موعد و زمن إسلامه لكنه أسلم هو وأمه أم الفضل بنت الحارث قبل فتح مكة بزمن غير يسير، لكنهما لم يهاجرا إلى المدينة المنورة، وكان يتلو ﴿ إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً ﴾ ويقول: “كنت أنا وأمي ممن عذر الله”. ولم تتح لهما الهجرة إلا عندما أشهر والده العباس إسلامه، وأراد الهجرة قبيل فتح مكة، فخرجا معه، فلقوا النبي محمد بالجحفة؛ وهو ذاهب لفتح مكة، فرجعا وشهدا معه فتح مكة في صبيحة يوم الجمعة 20 رمضان 8 هـ، وبايعه النبي وبايع ابن عباس وهو صغير لم يبلغ الحُلم بعد، يقول محمد بن علي بن الحسين: “أن النبي ﷺ بايع الحسن والحسين، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن جعفر وهم صغار، ولم يبقلوا، ولم يبلغوا، ولم يبايع صغيرًا إلا منّا”،[19] أي من أهل البيت  . 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى